لا تنصحني بأن لا أحبّ
لو لم نكن قادرين على أن نحزن ونفتقد ونشتاق ما كُنّا أبدا أقدر على أن نُحبّ...ما كُنّا أقدر أن نحتوي أولئك الذين إمتلكوا قلوبنا و إقتصوا برحيلهم جزءً منها...لا تنصحني بأن لا أتعلّق بعيون من أحببتهم وأن لا أُسكنهم في قلبي سكنى اليقين...لا تنصحني بأن لا أمدّ جسور الوصل بيني وبين أرواحهم حتّى الفناء فيهم وبينهم...نعم أحببتهم وحزنت إنّهم يستحقون أن ننعي فراقهم وأن تبكي قلوبنا على فقدهم...يستحقّون أن نشتاق لأصواتهم ورائحتهم وأن نذكر أحاديثهم...كما إستحقّوا من قبل وعن جدارة أن يسكنونا ويحتلوا جوارحنا
فقط...لا تنصحني بأن لا أحبّ لأنّني سأظلّ أحبّ كلّ من أرادوا ذلك الحبّ وسأظل أشتاق لهم أينما رحلوا وستبقى أحزاني وأشواقي لهم دليلا على كلّ الوفاء لهم داخلي...دليلا على خلود أرواحهم وفخرا لي أنني وجدتُ في حياتي من يستحقون مفتاح قلبي و ليس في ذلك إلّا قدر مكتوب
|