(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ♬ قِسـم الشّعـر والخوَاطـر ♬ > ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬

♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ ثرثرَة وحُروف وكلِمات كوّنت حكَاية على جدَار الزّمن .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 06-21-2022
Şøķåŕą غير متواجد حالياً
Egypt     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 8
 اشراقتي ♡ » May 2017
 كُـنتَ هُـنا » منذ 6 ساعات (01:38 AM)
آبدآعاتي » 12,429,938
 تقييمآتي » 2509025
 حاليآ في » ☆بعالم الحب يا حب ❤️ ☆
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Egypt
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  » ❤
الحآلة آلآجتمآعية  » عزباء 😄
تم شكري »  1,729
شكرت » 1,684
مَزآجِي  »  1
мч ммѕ ~
MMS ~
 
Q70 رانيا 5



انتهت تلك الليلة حوالي الثالثة صباحا لما عاد جميع أعمام حسام إلى بيوتهم , و جيرانه و أصدقائه خلى إلى نفسه , كانت عواطف شتى تملأ صدره , فرحة كبرى بنجاح متميز , و حب عائلي ظهر أكثر من أي وقت آخر , و حب لفتاة تفرح من أجله أكثر مما تفرح لنفسها , و قبل هذا و ذاك , توفيق من الله جعله ينجح و يحقق أملا رجاه كثيرا , و كان مجرد التفكير في إمكانية عدم تحققه يخنق النفس , في ثورة هذه العواطف , وجدت الدموع طريقها سهلا إلى عينيه فبكى كثيرا , أحيانا يكون البكاء نعمة ... أجل إنه نعمة ... نهض و خرج من غرفته فتوضأ , و عاد فصلى كثيرا ثم رجع إلى فراشه فنام جيدا .

بعد يومين من ذلك , أقام صالح عشاءا فاخرا على شرف حسام دعا خلاله أصدقاء العائلة , و كان المفاجأة رانيا التي لم يعرفها الأبوان , و قدمها حسام على أساس أنها زميلة ناجحة , ففرحا بها , إلا أن بزينة جعلها تنتبه وسط ذلك الجمع الكبير من الناس , إلى أت لهجتها عاصمية لا قسنطينية , و هو ما أربك حسام و جعله يخلق أعذارا .

- على كل حال , نتشرف بك كثيرا سواء كنت عاصمية أو قسنطينية .

نظرت رانيا إلى حسام نظرة لها دلالتها , و في نهاية السهرة غادرت إلى فندق "بانوراميك" فباتت ليلتها هناك , بعدما حجزت غرفة فيه .

في صباح الغد , ذهب بسيارته ليقلها بنفسه إلى العاصمة و كان قد أخبر والديه قبلا أنه سيمضي أياما هناك للإستجمام .

قال حسام بعدما سألته رانيا عن أمه : تراها شكت بشيء ؟

انتفضت رانيا لهذا الكلام و قالت : تشك في شيء ؟ لماذا ؟ هل فعلت شيئا خاطئا ؟ أم أردت أن لا أحضر هذه المناسبة ؟

هذأها بكلامه العسلي و أضاف : قصدت أنك كنت مختلفة , فقد حضرت الكثير من الزميلات , و لكنك أثرت إنتباه أمي دون غيرك .

حين عادت قليلا إلى هدوءها قالت : كيف أثرت إنتباهها ؟

قال : يا عيني ... واحدة بهذا الجمال , و هذه الأناقة , و خطوات كخطوات الملكة , أكيد أنها تسترعي إهتمام الجميع ... و الحق أقول , قلب الأم يحس , خاصة إذا كان إبنها الوحيد , يحس بكل ما يتعلق به ...

ربما فهمت أنك ...

ابتسمت : ماذا ؟ نسيت كلماتك ؟

- لا لم أنسى , و لكن ماذا أقول ؟ بصراحة : أنت كل هذا الوجود .

قالت له : إذن إنتبه أمامك و سق جيدا , دعنا نعود إلى لعاصمة ...

قال : كل الوجود لديه ... كل الوجود ؟

إبتسم كلاهما و راحا يقطعان مسافة كبيرة في فصل ساخن كهذا , الشيء الوحيد الذي خفف وطأة الحر هو وجودهما مع بعضهما و اطمأنانهما إلى أنهما سيمضيان وقتا جميلا مع بعض , و في النهاية وجدا نفسيهما أمام البحر .

17/08/2007 م

عاد كلاهما إلى شأنه مع العائلة , و كان حسام حين رجع قد وجد أباه قد حضر له مفاجأة جميلة , و سعد كثيرا بها .

- و تتركاني وحدي ؟ قالت زينة لصالح و حسام حين حزما حقائبهما للسفر .

قال صالح : أنت ذهبت إلى مصر عدة مرات , حتى قبل أن يولد حسام , و أيضا أنت لم تنالي الباكالوريا هذا العام بتفوق , و إنما حسام الذي فعل .

و أضاف حسام : ستبقين مع سلمى , و كثيرا ... ثم ابتسم و قال : على الأقل ستتخلصين من متاعبنا اليومية .

زاد صالح : ثم هل نسيت بأنك معتادة في هذا الوقت على تمضية أسبوع أو أسبوعين في بيت الأهل ؟

قالت سلمى : و ماذا تحضران لي ؟

قال حسام و قد هوى إليها و مسك وجهها براحتيه يداعبها , سأحضر لك كل شيء جميل يناسبك .

في الصباح غادرا إلى القاهرة و كان برنامجهما يتضمن زيارة لأماكن سياحية جميلة , ثم التوجه إلى دمشق التي يزورها حسام لأول مرة .

و كان مما حمس حسام كثيرا و جعله يعشق تلك الأيام التي يمضيها في مصر هي حضوره برفقة والده الكثير من الأتشطة الثقافية , خاصة مؤتمر بعنوان " الملتقى الدولي للترجمة و تفاعل الثقافات " , و الذي أعجب به حسام كثيرا و حضر مجموعة من ندواته دون أن يؤثر هذا أبدا على المتعة الروحية التي تثيرها مصر خاصة على شاطئ النيل الساحري و كانت أسعار الغرف في الفنادق القريبة منه مرتفعة للغاية , و رغم ذلك لم يكن يمضي يوم لم يستمتعا بساعاته كلها , حتى إذا عادا ليلا إلى ذلك الفندق تسامرا قليلا و ناما طويلا ليبدأ يوم جديد .

و في اليوم العاشرمن هذه الرحلة , كان يوم الإثنين كانت الساعة تشير إلى العاشرة حين كانت الطائرة تقترب من سماء دمشق , إرتاحا قليلا في فندق بوسط العاصمة , و بدأـ متعتهما مع بداية المساء .

و في خضم هذه الأيام كان حسام رانيا كثيرا , و كانت قد علمت بأمر سفره قبل يومين من ذهابه , و فضلت البقاء في العاصمة .

مضت الأيام العشر الأخرى سريعة , قال حسام لوالده :

- لا أدري كيف تأكل دمشق الأيام من عمر المرء , فلا ينتبه إليها كيف تمر .

قال هذا حين حزما حقائبهما مرة ثانية , و هذه المرة كان إتجاههما صوب الجزائر , العودة كان إتجاههما صوب الجزائر , العودة ليها حانت بعد عشرين يوما كاملة من المتعة

و في الطائرة شعر حسام أن الشوق الذي كان في قلبه لرانيا اضطرم مرة واحدة فجعله يتمنى أن يصل إلى مطار هواري بومدين سريعا , و فكر فيها , عدة أسابيع لم يرها , هل يستطيع الإنتظار أكثر ؟ فكر في أن يقترح على والده المبيت في العاصمة قبل أن يذهبا إلى قسنطينة , على الأقل يستطيع رؤيتها و لو لفترة قصيرة جدا .

و قد حدث ما أراده , كأن صالح قرر أن يلبي لهذا المتفوق كل ما يطلبه , و كان حسام يستحق هذا من والده أكثر من أي وقت مضى , و استغل سويعات قليلة ذهب فيها أبوه إلى شأن من شؤونه فسارع إلى رانيا و التقاها حاكيا لها قصة شوق كبيرة .

- و الهدايا ؟

قالت ذلك حين كانا يجلسان في le café d’or الذي اعتادا إرتياده , فسارع في إعطاءها مجموعة جيدة من الهدايا اقتناها بعناية من مصر و سوريا , و كانت فرحة بهذا كثيرا .

بعد ذلك بأيام سلم حسام كل الأوراق إلى الجامعة , و اختار دراسة الأدب في العاصمة , رغم وجودها في قسنطينة بمستوى عال للغاية , و لكنه أراد الجزائر , و غادة الجزائر فكان له ذلك .

عاد حسام في مساء ذلك الإثنين , لقد بدأ أيلول منذ أيام قليلة , بعد أسبوعين سيذهب إلى الجامعة و ستدخل أخته سلمى عالم الدراسة لأول مرة ... كانت صغيرة و محببة لدى عائلتها , وجد أمه في المطبخ تحضر العشاء , في حين لم يرجع والده بعد ... فتح الثلاجة فأخرج زجاجة بلاستيكية من الماء , صب في الكأس حتى ملأها و شرب ثم خرج .

قالت زينة و هي منهمكة في شيء أمامها لا تنس أن تنادي أختك ...

توقف و نظر إليها : أين هي ؟

ردت : لقد خرجت للعب مع البنات خارجا , ألم تجدها عند دخولك ؟

قال : لا , سأنادي منى , أكيد أنها معها .

و لكن عبثا حاول أن يجدها , سأل جميع صديقاتها اللائي يعرفهن , بل ذهب حتى إلى بيوت هؤلاء , دون أن يجدها .

عاد إلى أمه سريعا : لم أجدها عند أي منهن و لعلها ذهبت لابتياع شيء .

ردت زينة : اعتادت على الذهاب إلى المحل القريب فقط , إذا لم تكن هناك فلن تكون في أي محل آخر .

تجهم حسام , و أحس بضيق شديد , ثم عاد و سأل أمه مرة ثانية عن تفاصيل خروجها :

- لقد خرجت عند الخامسة كعادتها , و منذ ذلك الوقت لم ترجع , و لم أحسب أنها ستذهب أبعد .

قال قلقا : لم يحدث أن تبتعد هكذا . أترين أن أخبر الشرطة ؟

و قبل أن تجيب سارع إلى "الأمن الحضري السادس عشر" بـ "جنان الزيتون" القريب جدا من مسكنهم و أبلغ عن إختفائها , قبل أن يتصل بوالده الذي أسرع في المجيء و قد إتصل صالح بكل إخوته ليسألهم , ربما لديهم معلومات عنها رغم أنه إحتمال ضعيف , إلا أنهم سارعوا في المجيء و بحثوا كثيرا ,عادوا كلهم إلى البيت منهكين , فزعين أمام هذه المشكلة , أين ذهبت هذه الصغيرة أما زينة فلم تضن بعبراتها على إبنتها الوحيدة ... كل الأماكن التي من الممكن أن تذهب إليها سلمى فتشوا فيها و لم يجدوا لها أثرا , سألوا كثيرا و لم يجدوا , أغلب الذين رأوها كان في حدود الخامسة و النصف , في حين عاد حسام عند السابعة , و بين الأولى و الثانية ساعة و نصف كاملة تستطيع أن تذهب فيها إلى أبعد مما يظنون .

رجع صالح إلى مركز الشرطة ليسأل : هل من خبر ؟ و أعلمهم بأن العائلة بحثت كثيرا دون نتيجة.

قال رئيس المركز : يبقى هناك إحتمال إختطاف ؟

ضحك صالح ضحكة يأس : إختطاف ؟ بنت في السادسة تختطف من أمام البيت ؟

رد الرجل : ممكن جدا ... حوادث كثيرة مشابهة لهذه حدثت , و كثير منها حلت و رجع الأطفال إلى منازلهم .

حين عاد إلى المنزل كان حزينا جدا , أخبر الجميع بما قيل له , ففزعوا .

أيمكن أن تختطف ؟

جاء إتصال رانيا سريعا كالعادة غير أنه لم يكن أبدا في وقت مناسب , وجدت في صوته حشرجة , أخبرها بعد أن وقع قلبها أرضا أن أخته إختفت , و أعلمها بكل ما يعرفه عن الحادث .

فكرت في طريقة لمساعدته , إنه في محنة حقيقية "يا رب فوتها على خير" هكذا قالت , و توصلت أن الصحيفة ستقدم شيئا ما للموضوع .

و كانت ذكية , حيث بعثت بفاكس مثير للغاية إلى الصحيفة بإسم عائلة حسام , و كانت عند والدها حين قرأه , و قد طلب من مكتب الصحيفة في قسنطينة أن ينظروا في الموضوع و يعطوا معلومات دقيقة عن الحادث , بحيث كان الموضوع منشورا في أول عدد صدر بعد الحادثة ...

تمنت أن يوفقوا في إيجاد البنت في القريب العاجل , و اتصل بها حسام و شكرها كثيرا على هذه الخدمة التي تهافتت بعدها الصحف فتحدثت عن الموضوع و أصبح يمثل قضية وطنية إهتم لها الكثير .

و لم تأتي أية أخبار عن الإختفاء رغم التعاون التام و الذي تشكر عليه فرقة الشرطة في قسنطينة غير أن الأسرة لم تسمع أنباء عن مكانها .

مضى على حادثة الإختفاء أسبوع , إستجوبت خلالها الشرطة الكثير من السكان هنا , و في معلومة مهمة علم أن هناك شاب في العشرينيات من العمر قد ظهر لأيام عديدة في أوقات كثيرة و إرتبط إختفاؤه بإختفاء الطفلة .

إضطرت الشرطة فيما بعد إلى إستخدام كلب تفتيش مدرب على مثل هذه الأمور للبحث عنها , الآن لم يعد هناك شك في أنها قد خطفت , و هي الحقيقة التي أفزعت زينة و جعلتها تنهار .

المفاجأة المحزنة التي حملها إستخدام كلب التفتيش أنه وجد بعد هذه المدة سلمى و هي جثة هامدة في بئر مهجورة على مسافة مئتي متر من المنزل ... كان السور الذي بني على فوهة البئر أطول من أن تستطيع صغيرة مثل سلمى تسلقه , مما أثبت فرضية القتل بعد الإختطاف .

كان الخبر مروعا , حين علمت زينة هذا صرخت بأعلى صوتها صرخة واحدة و سقطت أرضا , فيما أسقط في يد صالح و لم تخرج منه كلمة , و لكن نزلت دموع كثيرة ... و لم تكن حالة حسام بأفضل من حالة والديه , فلقد حزن و حزن إلى أقصى درجات الحزن .

أن تختطف بنت في عمر الورد و ترمى في بئر , ليس عملا يفعله آدمي , إنه شيطان هذا الفاعل إنه شيطان , شيطان ... هكذا قالت زينة و هي تنتحب أمام الكثير من الذين جاؤوا إلى المنزل يوم العزاء ...

و لقد حضر رئيس مركز الشرطة و قدم العزاء للأسرة بإسمه و إسم جميع التابعين للمركز , متوعدا هذا المجرم بأنه سيبحث عنه و سيجده و ستنزل العدالة به أقصى أنواع العقوبات .

و كان رد فعل رانيا لا يختلف في شيء عن رد فعل أسرة حسام , فلقد اندهشت للأمر و غرقت في بحر من الدموع لا قرار لها .

لا يدري المرء من أين تأتيه المصائب ... الله وحده يعلم كيف تأتي و كيف تنتهي , و لولا الجلد الذي أظهره حسام و عائلته في هذه المحنة لكانت أسرتهم قد انهارت للأبد ...

ليس لنا أعداء ... كلمة أعداء نسمعها فقط في الأفلام , أما في بيئة قسنطينة هادئة رغم كل شيء و لم يسمع أن مثلها قد حدث من قبل فإن الأمر يختلف . أريد إبنتي ... أريد إبنتي ... صرخت زينة الأم التي فقدت أعز الناس إلى قلبها , و أصغر أفراد عائلتها ...

- كانت سعيدة بملابسها الجديدة , و أدواتها المدرسية ... تريد أن تدرس اليوم قبل الغد , و تتفوق على زملائها , و تنجح مثل أخيها ...

و لكن المجرمين اختطفوها خطفا ... لماذا ؟ لماذا يحدث هذا لي يا إلهي لماذا ؟ لماذا لم أهنأ بإبنتي؟

و يحاول صالح أن يهدئها و هو الحري بالتهدئة ... كانت عينا زينة قد خضبها الدمع , و أنهك الهزال هذا الجسد الذي امتلأ يأسا ... فقط بقي الدعاء إلى الله ملجأ وحيدا يخفف قليلا على قلب هذه الثكلى .

أما رانيا فإن إنشغالها بحسام و عائلته كان كبيرا غير أنها لم ترد أن تكثر عليه بالمكالمات خوفا من قلقه , و قد علم هذا منها , و حمد الله على أن هناك قلوبا بمثل هذا الصفاء و المحبة .

غير أن هذا المجرم لم يظهر , و هذه القضية بقيت مبهمة لا يعرف لها سببا , و هو ما أثار غضب صالح و جعله يذهب إلى الشرطة و يعود كثيرا للسؤال عما وصلت إليه التحريات .

و لم يكن منزل رانيا بأوفر حظا من منزل حسام و لا أهنأ و لا أطيب حالا , فكريمة التي أمضت شهرا كاملا في العاصمة الفرنسية كانت قد عادت في أغسطس إلى الجزائر , فذهبت إلى وهران فأقامت أسبوعين عند أهلها بدل أن تعود إلى منزلها و لوحظ عليها تغير في حالها و تبدل , و قد كانت من قبل فاترة مع زوجها و ابنتها , و أصبحت أكثر برودة و قسوة , إلى درجة أنها أصبحت تراقب رانيا في كل تصرفاتها , و انتزعت منها المحمول غاضبة و رمته في الماء , و جعلتها تبكي كثيرا حتى تتدخل فيصل و منع كريمة من التمادي , حيث أوقفها عند حدها منبها إياها رغم مستواها و تعلمها , و المسؤولية التي من المفروض أن تتحملها و الواجب الذي تلتزم به إلا أنها لم تأخذ رأيه قط حين غادرت نحو أوروبا أو عندما ذهبت إلى وهران , كأنها تعيش وحدها و لا وجود لزوج يدعى فيصل , في حين أن رانيا التي من الطبيعي في مثل سنها أن تخطئ و تزل خطاها إلا أنها عاقلة جدا و إمرأة بمعنى الكلمة , بل زاد على هذا و قال لها أنه يطمئن لوجود رانيا معه و لا يطمئن لوجودها هي , و هذا ما أغضب كريمة , و تحفظت عليه رانيا , و حين أغلقت زوجته الباب حانقة رجته إبنته أن يكلمها و يحاول تصفية الجو العكر , غير أنه لم يفعل بإعتبار أنه لم يخطئ , و أن هذا الكلام كان من الواجب قوله قبل اليوم بسنوات .

زادت الأحوال سوءا عندما رجعت كريمة إلى عملها , كانت قد سجلت عدة حلقات من البرنامج قبل سفرها , لتعرض أثناء غيابها , و كانت أهميتها في التلفزيون كبيرة , و لها علاقة مهمة مع مدير التلفزيون على أساس أن لديها خبرة كبيرة في المجال , و أمالها تحضى بإهتمام جماهيري كبير . و لكنها صورت حلقة واحدة و عادت بعدها إلى المنزل و لم تعد إلى التلفزيون , و طلبت كثيرا في الهاتف و كانت لا تجيب , أما إن أجابت فلكي تصرخ في وجه المتصل , و أوقعتهم في ورطة حين غابت كل تلك الأيام بعد عودتها من الإجازة , دون أن تطلب تمديدها .

هكذا عادت إلى المنزل و لم تخرج منه مدة , و رفضت التحدث مع فيصل أو رانيا , و لم تقترب من أكل و لا شرب , سوى أنها تشرب الماء بشكل كبير , و تتكلم عن اختناق تحس به تكاد بسببه تمزق ثيابها .

تغيرت بمئة و ثمنين درجة , و في أول ما بدأت حالتها تسوء بشكل داع للاهتمام استدعي طبيب صديق للعائلة و لم يزد على القول بأنها تعاني من إرهاق , هذا ما قاله أمامها , و هذا ما قاله أمام رانيا , أما ما قاله لفيصل و هما منفردين فهو مرورها بحالة لا يستطيع الطب العضوي حلها , و اقترح عليه أن يتحدث مع أخصائي نفساني ربما يصل إلى نتيجة جيدة .

و لم تؤد لقاءات هذا الأخصائي إلى أي تحسن , اللهم إلا بعض الهدوء الجزئي الذي يحل عليها دون أن تصل هذه الحالة إلى شفاء كامل .

رغم كل الجهود التي بذلت , و الساعات التي استغرقتها تلك الجلسات , فألزم فيصل على الذهاب إلى التلفزيون و طلب إجازة مفتوحة لزوجته و لكنه اصطدم بخبر لم يعلم به إلا في ذلك الحين حين أنبئ بأن كريمة قد قامت بشجار وسط مبنى التلفزيون مع زميلتين لها , و أنهما وصفتاها بالمجنونة.

عاد إلى المنزل بعد أخذ الموافقة على إجازة زوجته , تلقته رانيا بعدما جلس محاولا إسترجاع هدوئه و أعطته بعض الصحف الجديدة و أخبار بالبند العريض تقول "جنون المذيعة كريمة" "نجمة برامج التلفزيون الجزائري تصاب بالجنون" قالت له رانيا : شفت يا بابا ؟ إستغلوا خبر مرضها ليقولوا هذا الكلام , اصطادوا في المياه العكرة .

أخبرها محاولة إستجماع بقايا الهدوء الذي ضاع في الهواء : الخبر الذي ذكروه صحيح يا رانيا .

إندهشت لكلامه و لكنه لم يتركها تحتار كثيرا فأخبرها بقصة شجار أمها مع زميلتاها و ما أخبر عنها من أقاويل.



 توقيع : Şøķåŕą





شكرا على التهنئه الملكيه ..
مواضيع : Şøķåŕą


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
5, رانيا

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رانيا 2 Şøķåŕą ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ 34 منذ 4 أسابيع 04:51 PM
رانيا 1 Şøķåŕą ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ 30 منذ 4 أسابيع 04:50 PM
رانيا 7 Şøķåŕą ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ 36 01-19-2025 04:10 PM
رانيا 6 Şøķåŕą ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ 36 02-10-2024 10:49 PM
رانيا 4 Şøķåŕą ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ 34 02-10-2024 10:48 PM


الساعة الآن 08:21 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع