قصص_ مجالسة الفقراء
كان بالمدينة قوم فقراء مؤمنون يسمّون أصحاب الصّفّة، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أمرهم أن يكونوا في صفّة يأوون إليها: وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يتعاهدهم بنفسه، وربّما حمل إليهم ما يأكلون. وكانوا يختلفون إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فيقرّبهم ويقعد معهم ويؤنسهم، وكان إذا جاء الأغنياء والمترفون من أصحابه أنكروا عليه ذلك ويقولون له: اطردهم عنك، فجاء يومًا رجل من الأنصار إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعنده رجل من أصحاب الصّفّة قد لزق برسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يحدثه، فقعد الأنصاريّ بالبعد منهما، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): تقدّم فلم يفعل، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لعلّك خفت أن يلزق فقره بك، فقال الأنصاريّ: اطرد هؤلاء عنك [236] ، فأنزل الله: ﴿ وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [237] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|