نبوة سيدنا موسى عليه السلام ودعوته لبني إسرائيل
نبوة موسى عليه السلام أخذ موسى -عليه السلام- أهله وسار بهم بعد أن قضى الأجل المتّفق عليه، وقد تاه في الطريق، فرأى ناراً من بعيد، فطلب من أهله الجُلوس حتى يرجع من عند النار؛ لعلّه يجد الهُدى أو يأتي بشيءٍ من النار يتدفّؤون بها، قال الله -تعالى-: (وَهَل أَتاكَ حَديثُ موسى* إِذ رَأى نارًا فَقالَ لِأَهلِهِ امكُثوا إِنّي آنَستُ نارًا لَعَلّي آتيكُم مِنها بِقَبَسٍ أَو أَجِدُ عَلَى النّارِ هُدًى).[٩] فلمّا وصل موسى إلى النار، ناداه الله -عز وجل- وأوحى إليه بالرسالة، قال -تعالى-: (فَلَمّا أَتاها نودِيَ يا موسى* إِنّي أَنا رَبُّكَ فَاخلَع نَعلَيكَ إِنَّكَ بِالوادِ المُقَدَّسِ طُوًى* وَأَنَا اختَرتُكَ فَاستَمِع لِما يوحى* إِنَّني أَنَا اللَّـهُ لا إِلـهَ إِلّا أَنا فَاعبُدني وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكري).[١٠] وأوحى الله إليه وبيّن له حقيقة الدُنيا، وأن الآخرة هي الباقيّة، وأيّده بالمُعجزات.[١١] حيث أيّده الله -تعالى- بمعجزة تحويل عصاه إلى حيّةٍ تسعى، وأمَره أن يُدخل في يده في جيبه ثمّ يخرجها فإذا هي بيضاء اللون، وهذه معجزةٌ أخرى، ولكنّ موسى ظلّ خائفاً من فرعون وقومه، وطلب من الله -تعالى- أن يُرسل معه أخاه هارون، ودعاه أنْ يشرح له صدره، ويُيَسِّر أمره، وأنْ يُحلل العُقدة من لسانه.[١٢] واستجاب الله -تعالى- لموسى، وبعث معه أخاه هارون، وطلب منهم الذهاب إلى فرعون ودعوته باللّين والحُسنى، وطمأنهم بأنّه معهم يسمع ويرى، قال -سبحانه وتعالى-: (اذهَب أَنتَ وَأَخوكَ بِآياتي وَلا تَنِيا في ذِكرِي* اذهَبا إِلى فِرعَونَ إِنَّهُ طَغى* فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشى* قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَن يَفرُطَ عَلَينا أَو أَن يَطغى* قالَ لا تَخافا إِنَّني مَعَكُما أَسمَعُ وَأَرى)،[١٣]
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|