(( أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ )): ظاهر الحديث أنهم فقراء، ولذا شكوا للنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - بأن أهل الأموال يتميزون عليهم بفضول أموال، أي أموال زائدة يتصدقون بها.
(( ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ )): الدثور بضم الدال جمع دثر بفتحها، وهو المال الكثير [ انظر النهاية مادة (دثر)].
(( إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً... )): أي قول سبحان الله يعتبر صدقة، وكذا كل تكبيرة، وهي قول: ( الله أكبر )، وكذا كل تحميدة، وهي قول: ( الحمد لله )، وكذا كل تهليلة، وهي قول: (لا إله إلا الله)، كل واحدة صدقة، وهذا من فضل الله تعالى الواسع.
(( أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللّهِ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ )): تصَّدَّقون: بتشديد الصاد والدال، هذه هي الرواية، ويجوز في اللغة أن تخفف الصاد.
(( وَفِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَة )): بُضع: بضم الباء، ويطلق على الجماع، ويطلق على نفس الفرج، والمعنيان متقاربان وتصح إرادتهما في حديث الباب، وكلمة ( بضع ) أصلها مقلوبة من كلمة (بعض) فبينهما قلب ( بَ ضَ عَ ) و( بَ عَ ضَ)، فمعنى البعض: بعض بني آدم، وهو فرجه، وهذا من الكناية التي يراد منها شريف الكلام عند ذكر ما يُستحيى منه
(( أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ )): الوزر: الحمل والثقل، والمراد به في حديث الباب وأكثر الأحاديث الذنب والإثم؛ [ انظر النهاية مادة (وزر )].
الفوائد من الحديث:
1- حرص الصحابة رضي الله عنهم على السبق إلى الخيرات.
2- الصدقة لا تختص بالمال، بل ربما تكون بغيره أفضل؛ كالذِّكر والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.