قصص_الثّبات لأجل الهدف
بعد أن أظهر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الدّعوة، اجتمعت قريش إلى أبي طالب فقالوا: يا أبا طالب، إنَّ ابن أخيك قد سفَّه أحلامنا، وسبَّ آلهتنا، وأفسد شبابنا، وفرّق جماعتنا، فإن كان الّذي يحمله على ذلك العدم، جمعنا له مالاً حتّى يكون أغنى رجل في قريش، ونملّكه علينا. فأخبر أبو طالب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم)، فأجابه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قائلا: « لو وضعوا الشّمس في يميني والقمر في يساري ما تركته، ولكن كلمة يعطوني يملكون بها العرب وتدين بها العجم ويكونون ملوكًا في الجنّة ». فقال لهم أبو طالب ذلك، فقالوا: نعم وعشرة كلمات بدلاً من واحدة، أيّ كلمة تقصد أنت؟ فقال لهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): « تشهدون أن لا إله إلاّ الله وأنّي رسول الله ». فتضايقوا كثيرًا عند سماعهم هذا الجواب، وقالوا: ندع ثلاث مائة وستّين إلهًا ونعبد إلهًا واحدًا؟ إنّه لأمر عجيب؟ نعبد إلهًا واحدًا لا يمكن مشاهدته ورؤيته.
وهنا نزلت هذه الآيات المباركة: ﴿ وَعَجِبُواْ أَن جَاءَهُم مُّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (4) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (5) وَانطَلَقَ الْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ امْشُواْ وَاصْبِرُواْ عَلَى آلِهَتِكُمْ إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ يُرَادُ (6) مَا سَمِعْنَا بِهَذَا فِي الْمِلَّةِ الْآخِرَةِ إِنْ هَذَا إِلَّا اخْتِلَاقٌ ﴾ [151] . هذا المعنى ورد أيضًا في تفسير مجمع البيان مع اختلاف بسيط، إذ ذكر صاحب تفسير مجمع البيان في آخر الرّواية أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) استعبر بعد أن سمع جواب زعماء قريش وقال:« يا عمّ والله لو وضعت الشّمس في يميني والقمر في شمالي ما تركت هذا القول حتّى أنفذه أو أقتل دونه » فقال له أبو طالب: امض لأمرك، فوالله لا أخذلك أبدًا [152] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|