قصص عن الزكاة في عهد الصحابة
الزكاة مفهوم الزكاة تعد الزكاة الركن الثالث من أركان الإسلام، وهي واجبة على كل مسلم ومسلمة بشروط، وفيما يأتي بيان مفهوم الزكاة:[١] الزكاة هي حق يجب على المسلم إيتاؤها في ماله، وعرفها الحنفية بأنها إخراج جزء مال مخصوص وتمليكه من مال مخصوص إلى شخص مخصوص، عينه الشارع لوجه الله -تعالى-. التمليك أي احترازًا عن الإباحة، فلو أطعم يتيمًا لا يجزيه حتى وإن كان ناويًا الزكاة، بشرط أن يدفع إليه المطعوم، (جزء مال) أي: إخراج المنفعة، حتى إن أسكن فقيرًا منزله مع نية الزكاة، لا يجزيه. قولهم الجزء المخصوص المقدار المعين الواجب على إيتائه، المال المخصوص: النصاب الذي قدره الشرع، الشخص المخصوص: الذين حددهم الشرع وهم مستحقو الزكاة، والمقصود بـ(عينه الشارع) أي ربع عشر نصاب معين مضى عليه الحول، وقولهم (لوجه الله) أي بغية رضى الله -عز وجل-. حكمة الزكاة شرع الله عز وجل- الزكاة لتحقيق التكافل في تفاوت الناس في الأرزاق وتحصيل المكاسب، وهو أمر طارئ يحتاج إلى علاج، قال الله -تعالى-: (وَاللَّـهُ فَضَّلَ بَعضَكُم عَلى بَعضٍ فِي الرِّزقِ)،[٢] أي فضل الله الناس في رزقهم، وجعل الغني واجبًا عليه أن يعطي الفقير وهو حقًا واجبًا مفروضًا، لا منةً لا تطوعًا؛ لقوله -تعالى-: (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِّلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ).[٣][٤] فضل الزكاة لإيتاء الزكاة فضائل عديدة، وفيما يأتي ذكرها:[٥] اقتران الزكاة بالصلاة في كثيرِ من المواضع في كتاب الله -تعالى-، أينما وردت الصلاة تبعها إيتاء الزكاة، قال -سبحانه-: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّـهِ)،[٦] وفي هذا دلالة على فضل الزكاة. أن الزكاة ثالث أركان الإسلام الخمسة، كما جاء في حديث بني الإسلام على خمس: (شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ).[٧] قوله -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ).[٨][٩] قال الله: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم وَاللَّـهُ سَميعٌ عَليمٌ).[١٠] قصص عن الزكاة في عهد الصحابة فيما يأتي ذكر بعض القصص عن الصحابة في الزكاة:[١١] جاء مسكين إلى عائشة -رضي الله عنها- فطلب منها الصدقة، فبحثت السيدة عائشة في البيت فلم تجد إلا عنبة واحدة فأعطته إياها، فقال أحدهم: ما تغني هذه العنبة؟ قالت: إن فيها ذرات كثيرة لأن الله يقول: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)؛[١٢] بل شق التمرة يكتبها الله -تعالى- عنده، وأصغر من ذلك الذرة الواحدة. عندما أصاب الناس القحط والمجاعة والمشقة نادى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن يشتَري بئرَ رومةَ فيجعَلُ فيها دلوَهُ معَ دلاءِ المسلمينَ بخيرٍ لَهُ منها في الجنَّةِ)،[١٣] فاشتراها عثمان بن عفان -رضي الله عنه-.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|