قصص_ شقّ القمر
لقد كان المشركون في صدر الإسلام يجهدون في سبيل منع انتشار الدّعوة الإسلاميّة، فلم يتركوا وسيلة إلاّ جرّبوها ولا سبيلاً إلاّ سلكوه، لكنّهم فشلوا ولم يصلوا إلى هدفهم، لذلك قرّروا أن يعملوا عملاً يزلزل نبوّة محمّد (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ويجعله عاجزًا عن فعل ما يطلبونه منهم، لذلك: اجتمع أربعة عشر رجلاً أصحاب العقبة ليلة الرّابع عشر من ذي الحجّة، فقالوا للنّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ما من نبيّ إلاّ وله آية فما آيتك في ليلتك هذه؟ فقال النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما الّذي تريدون؟ فقالوا: أن يكن لك عند ربك قدر فأْمُرِ القمر أن ينقطع قطعتَيْن، فهبط جبرائيل (عليه السّلام) وقال: يا محمّد إنَّ الله يقرؤك السّلام، ويقول لك: إنّي قد أمرت كلّ شيء بطاعتك، فرفع رأسه فأَمَر القمر أن ينقطع قطعتَيْن، فانقطع قطعتَيْن فسجد النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) شكرًا لله وسجد شيعتنا، ورفع النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) رأسه ورفعوا رؤوسهم، ثمّ قالوا: يعود كما كان فعاد كما كان، ثمّ قالوا: ينشقّ رأسه فأمره فانشقّ فسجد النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) شكرًا لله وسجد شيعتنا، فقالوا يا محمّد حين تقدم مسافرونا من الشّام واليمن فنسألهم ما رأوا في هذه اللّيلة فإن يكونوا رأَوْا مثل ما رأينا علمنا أنّه من ربّك، وإن لم يروا مثل ما رأينا علمنا أنّه سحر سحرتنا به، فأنزل الله تعالى [117] : ﴿ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْاْ آيَةً يُعْرِضُواْ وَيَقُولُواْ سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ ﴾ [118] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|