قصص_ امتحان الإيمان
قال ابن عبّاس: صَالَح رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالحديبيّة مشركي مكّة على أنّ من أتاه من أهل مكّة ردّه عليهم ومن أتى أهل مكّة من أصحاب رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فهو لهم ولم يردّوه عليه، وكتبوا بذلك كتابًا وختموا عليه فجاءت سبيعة بنت الحرث الأسلميّة مسلمة بعد الفراغ من الكتاب والنّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بالحديبيّة فأقبل زوجها مسافر من بني مخزوم، وقال مقاتل: (هو صيفي ابن الرّاهب) في طلبها وكان كافرًا، فقال: يا محمّد اردد عليّ امرأتي فإنّك قد شرطت لنا أن تردّ علينا منّا وهذه طينة الكتاب لم تجفّ بعد فنزلت الآية: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُواْ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُواْ بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُواْ مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُواْ مَا أَنفَقُواْ ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [115] . قال ابن عبّاس: امتحانهنّ أن يستحلفن ما خرجت من بغض زوج ولا رغبة عن أرض إلى أرض ولا التماس دنيا وما خرجت إلا حبًّا لله ولرسوله فاستحلفها رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ما خرجت بغضًا لزوجها ولا عشقًا لرجل منّا وما خرجت إلاّ رغبة في الإسلام، فحلفت بالله الّذي لا إله إلاّ هو على ذلك فأعطى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) زوجها مهرها وما أنفق عليها ولم يردّها عليه ... فكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يردّ من جاءه من الرّجال ويحبس من جاءه من النّساء إذا امتحنّ ويعطي أزواجهنّ مهورهنّ [116] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|