قصص_نجوى الشيطان
كان اليهود والمنافقون يتناجون فيما بينهم دون المؤمنين وينظرون إلى المؤمنين ويتغامزون بأعينهم فإذا رأى المؤمنون نجواهم، قالوا: ما نراهم إلاّ وقد بلغهم عن أقربائنا وإخواننا الّذين خرجوا في السّرايا قتل أو مصيبة أو هزيمة فيقع ذلك في قلوبهم ويحزنهم، فلمّا طال ذلك شكوا إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فأمرهم أن لا يتناجَوْا دون المسلمين فلم ينتهوا عن ذلك وعادوا إلى مناجاتهم فنزلت الآية [110] : ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُواْ عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُواْ عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴾ [111] .
ليس هذا المقام الأوّل ولا هذه المرّة الوحيدة الّتي يتمرّد فيها المنافقون على أوامر الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) فلا يطيعوه، والتّاريخ مليء بالشّواهد الّتي تحكي عن تآمر هؤلاء النّاس وتوجيههم الضّربة تلو الضّربة إلى الجسم الإسلاميّ، بحيث لم يكن أحد يؤذي المسلمين بمثل هؤلاء، لذلك نرى القرآن الكريم حين يتحدّث عن عقابهم يقول: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴾ [112] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|