اضطراب الانفصال عن النفس والواقع

اضطراب الانفصال عن النفس والواقع في اضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع Depersonalization-derealization disorder يصاب المريض بشعور متكرر أو مستمرّ أنه يراقب نفسه من خارج جسمه أو يشعر بأنّ الأشياء المحيطة به ليست حقيقية، أو يشعر بكلا الأمرين معًا. وهذا الشعور مزعج للغاية؛ حيث قد يشعر بأنه يعيش في حلم. ويمرّ كثير من الأشخاص بتجربة تبدد الشخصية أو الانفصال عن الواقع في نقطةٍ زمنيةٍ معينة، ولكن حين يأتي هذا الشعور مرارًا وتكرارًا أو حين لا يختفي بالكامل، فتعدّ الحالة اضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع، ويحدث هذا الاضطراب بصورةٍ أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين مروا بصدماتٍ في حياتهم. وقد يكون اضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع حادًا، وقد يشوّش على العلاقات والعمل وغير ذلك من الأنشطة اليومية. والعلاج الرئيسي هو العلاج النفسي، وقد يتم استخدام الأدوية أيضًا. وفي هذا الملف، سنقترب أكثر من هذا الاضطراب لنتعرف عليه. أعراض اضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع مشكلات الأداء في العمل أو المدرسة أو في نواحٍ أخرى هامّةٍ من الحياة. أثناء النوبات، يكون الشخص المصاب مدركًا أن الانفصال عن الواقع مجرد شعورٍ وليس حقيقة. أولاً: أعراض الانفصال عن الواقع الشعور بالنفور ممّا يحيط به أو عدم الألفة تجاهه، وكأن الشخص يعيش في فيلمٍ سينمائي. الإحساس بالانفصال العاطفي عن الأشخاص الذين يهتم الشخص بهم، وكأن جدارًا زجاجيًا يفصله عنهم. الشعور بأن المجال المحيط مشوّش أو غامضٌ أو عديم اللون أو ثنائي الأبعاد أو اصطناعيّ، أو زيادة الوعي بالمحيط ووضوحه. الاختلال في إدراك الوقت، مثل الشعور بأنّ الأحداث القريبة تعود إلى الماضي البعيد. الاختلال في إدراك بُعد الأشياء وحجمها وشكلها. ثانياً: أعراض تبدد الشخصية الشعور بأن الشخص مراقبٌ خارجيٌ لأفكاره أو مشاعره أو جسده أو أجزاء من جسده، وكأن الشخص عائمٌ في الهواء فوق نفسه. أن يشعر الشخص وكأنه روبوتٌ، أو كأنه لا يملك السيطرة على حديثه أو حركاته. أن يشعر الشخص بأنّ جسده أو ساقيه أو ذراعيه تبدوان مضطربتين أو بهما تضخم أو تقلص، أو أن رأسه ملفوفٌ بالقطن. الخدر العاطفي أو الجسدي لحواسه أو استجاباته للعالم المحيط. الشعور أنّ ذكرياته تفتقد إلى العاطفة، وأنها قد تشكل أو لا تشكل جزءًا من ذاكرته. يمكن أن تدوم نوبات اضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع ساعاتٍ أو أيامًا أو أسابيع أو حتّى أشهرًا في كلّ مرة. ولدى بعض الأشخاص، تتحول هذه النوبات إلى شعورٍ مستمرٍّ، وهذا الشعور قد يتحسن أو يتفاقم بصفة دورية. وللتأكد من التشخيص من المهم التأكد من أن مشاعر تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع ليست نتاجاً مباشراً لتعاطي المخدرات أو شرب الكحوليات أو بسبب اضطرابٍ في الصحة العقلية أو نتيجة لحالةٍ طبية. متى تجب زيارة الطبيب؟ إن الشعور بتبدد الشخصية أو الانفصال عن الواقع أمرٌ شائعٌ ولا يستدعي القلق بالضرورة. ولكن استمراره قد يكون علامةً على اضطرابات الصحة البدنية أو العقلية. وينصح المريض بمراجعة الطبيب إذا كان لديه شعورٌ بتبدد الشخصية أو الانفصال عن الواقع يتّصف بما يلي: يسبب الاضطراب أو الاختلال العاطفي. لا يختفي، أو يحدث مرارًا أو تكرارًا. يشوّش على العمل أو العلاقات أو النشاطات اليومية. أسباب اضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع صدمة في الطفولة، مثل الأذى اللفظي أو العاطفي أو المعاناة من العنف الأسري. النشوء في ظلّ أسرةٍ أحد الوالدين فيها مريضٌ عقليًا. الانتحار أو الموت المفاجئ لأحد الأقارب أو الأصدقاء المقربين. الضغط النفسي الشديد، مثل المشكلات المالية أو المرتبطة بالعمل أو العلاقات. الصدمة الشديدة، مثل التعرض لحادث سيارة. عوامل الخطورة لاضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع إذا كان الشخص يتجنب المواقف الصعبة أو ينكرها، أو مشاكل في التكيف مع المواقف الصعبة. المعاناة أو مشاهدة صدمة أو إيذاء/عنف. السن: سن المراهقة. المعاناة من مشكلات صحية عقلية أخرى، مثل الاكتئاب أو القلق. تعاطي مواد من قبيل عقاقير الهلوسة أو الماريجوانا. المعاناة من حالات مرضية بدنية، مثل النوبات المرضية أو إصابة الرأس. مضاعفات اضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع صعوبة التركيز على المهمات أو تذكر بعض الأشياء. التشويش على العمل، وغير ذلك من النشاطات الروتينية. المشكلات في العلاقات مع العائلة والأصدقاء. تشخيص اضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع يجب أن يستوفي الطبيب معايير الأعراض المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) الذي نشرته الجمعية الأميركية للطب النفسي، ويتضمن الدليل التعريفات التالية: تبدد الشخصية.. حالاتٍ من عدم الواقعية أو الشعور بانفصال الشخص عن أفكاره أو عواطفه أو جسده، أو يشعر وكأنه مراقبٌ خارجيّ يراقب أفكاره أو مشاعره أو أحاسيسه أو جسده أو أفعاله. الانفصال عن الواقع.. حالة من عدم الواقعية أو الشعور بالانفصال عن المحيط، وكأنّ الشخص في حلم. لكي يتم التشخيص باضطراب تبدد الشخصية والانفصال عن الواقع: لا بدّ أن يعاني الشخص من حالاتٍ مستمرةٍ أو متكررةٍ من الانفصال عن الواقع أو تبدد الشخصية أو كليهما. أثناء حالة تبدد الشخصية أو الانفصال عن الواقع، يكون الشخص مدركا أنّ حالتك ليست حقيقية. تسبب الأعراض اضطرابًا كبيرًا أو تشوشًا على الحياة الاجتماعية أو العمل، أو غيرهما من مناحي الحياة المهمة. لا تنتُج الأعراض عن اضطرابٍ صحيٍ عقليّ آخر، مثل فصام الشخصية أو اضطراب الهلع. لا تكون الأعراض ناتجةً عن التأثيرات الفيزيولوجية المباشرة للكحول أو العقاقير أو عن حالةٍ طبيةٍ ما. قد يحتاج الشخص لمزيد من التقييم أو الاختبارات لاستثناء الاضطرابات الصحية الجسدية أو العقلية الأخرى أو غيرها من الأسباب، مثل إدمان المواد المخدرة.