قصة زكريا
وَهَب الله -عزّ وجلّ- يحيى لزكريّا -عليهما السلام-، على الرُّغم من أنّه كان كبيراً في السّنّ، حيث أنّه ضَعُف بدنه وانتشر الشّيب في رأسه، وكانت امرأته عاقراً، فكانت هذه من معجزات الله -تعالى- و خوارق العادات، حيث وَلَدت امرأته رغم أنها لا تلد، وكان ذلك أثناء شيخوخته.[١] فقد كان زكريّا -عليه السلام- من عباد الله الصالحين، ونبيّاً من أنبيائه، فدعا ربّه بإخلاصٍ أن يهب له ولداً، موقناً بإجابة ربّه الذي لا يَردُّ أحداً دَعاه، وما طلب من الله ذلك إلّا لأنه يريد أن يكون له ابناً يَرِثُ نبوّته وعلمه من بعده، ويسعى بالإصلاح والخير بين بني إسرائيل ويمنعهم من الفساد والإفساد، وعلى رغم علمه بكبر سنّه، وعقم زوجته، إلّا أنّه يثق بقدرة الله -تعالى-.[٥][٦]
وكان كلّما دخل على مريم -عليها السلام- وجد رزقها عندها، فالذي يرزق السيدة مريم قادرٌ على أن يرزقه مثلما رزقها، فجاءته البشرى، قال -تعالى-: (يا زَكَرِيّا إِنّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ اسمُهُ يَحيى لَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيًّا)،[٧] وأُطلق عليه اسم يحيى، إذ لم يُسمَّ بهذا الاسم أحدٌ قبلَه، وأعطاه الله دليل قدرته على ذلك، فقال -تعالى-: (وَقَد خَلَقتُكَ مِن قَبلُ وَلَم تَكُ شَيئًا)،[٨] فطلب من الله دليلاً على حمل زوجته، فكان الدّليل أنّه سيمتنع عن الكلام ثلاثة أيام بلياليهنّ رغم صحّة بدنه، وتحقَقَ هذا الدّليل، فعلم أنّ امرأته حامل، وكان قادراً على التّسبيح وذكر الله.[
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|