وكانت بقاياها كافية لها كي تعيش ما تبقى لها من حياة .
وداد ... اتاها ذلك الصوت الرقيق ..الحنون ..الدافىء ...
ذلك الصوت الذي كان كفيلا ان يذيب قلبها ويصهر كل جليده ...
كفيلا ان يعيدها لعواصف هائجة واحلام جامحة
نظرت وداد اليه ...لقد بدت علامات المرض واضحة عليه . كان شاحبا للغاية .لقد فقد بضع الكيلوغرامات من وزنه ..ولكن لقد كانت في عيونها ملايين الاسئلة بل مليارات ..
ارادت ان تنفجر في وجهه ان تسئله عن وعن وعن وعن...
لماذا فعل هذا ولماذا كذب عليها
ولماذا
ولماذا ؟؟؟
ولكنها وبمعجزة ما بقيت هادئة تماما.
مرحبا ياسر ..قالت وداد بنبرة جافة .
ماذا تريد؟؟ تساءلت وداد.
لقد تعجبت لماذا لم تقومي بزيارتي ...؟؟؟غير ان كريم اخبرني انك كنت بالخارج. لقد بحثت عنك في كل مكان ..
حقا يا ياسر بحثت عني ؟؟؟..تعجبت وداد
تبا لك ...اضافت وداد وبدأت تفقد اعصابها قليلا قليلا...
لماذا لم تتركني بحالي ..اأنت شخص عديم الاحساس ؟؟ حرام عليك ..وانفجرت باكية ...حاول ياسر ان يهدأها ..ولكنها قاومت ذلك بعنف .
ابعد يدك عني ..لقد اعدت اليك خاتمك ...لا اريد ان اعرفك حتى ...قالت وداد
نظر اليها ياسر ...وبدأ يسعل سعلات قوية ...
وداد هل تسمحين لي ...قال ياسر بضعف
انت تعرفين ما اريد ...اريدك أنت ...قال ياسر
انا لا اريدك ...قالت وداد وعيونها مليئة بالدموع .
انا اريدك ان ترحل من عالمي للابد ... اضافت بحزم
نظر ياسر للارض ...الم استطع ان اكسبك ..قاسية انت ...
وانت ....انت ماذا تصف نفسك ...اجابت وداد
انت اكذب شخص رايته بحياتي ...قالت وداد بعصبية ...
اسمع ليس معي وقت هناك سيارة تنتظرني ... اضافت وداد وهي ترتجف من فرط التوتر .
اجلسي يا وداد ..قال ياسر
مابك لماذا تتحدثين معي بهذه النبرة ...حتى لو رفضتي الزواج بي ...اريد ان نبقى اصدقاء ..ارجوك.. قال ياسر .
ماذا تريد مني يا ياسر ...وانفجرت بالبكاء ..حرام عليك ..اريد ان استقر ..اريد الراحة .
اريدك انت ...قال ياسر
انت متزوج ولك ابناء ..
غير انك لم تتحدث معي منذ وقت .لقد هربت كما فعلت بالماضي ..لماذا لم تهاتفني
غير انك غير مصاب الا بازمة..اين ذلك المرض الخطير الذي هجرتني لاجله؟
انت كاذب محترف ...
لقد خدعتني ....
قالت وداد وبدأت نبرات صوتها تخفت قليلا قليلا...لقد احست بحشجرة في صوتها ..والم بكل خلية في قلبها ...
جلس ياسرلقد كان متعبا للغاية .....
لقد عدت يا وداد للشكوك والظنون ...
هل تقبلين مني تفسيرا ...ام ستصدرين احكامك القمعية كالعادة...؟
لقد انتهى الامر يا ياسر ...قالت وداد
هل معك سيجارة ..قال ياسر
نظرت اليه وداد بدهشة ..ولكن انت ...مرض!
هل معك سيجارة ..اعاد ياسر السؤال ..انا لا افضل الموت بجلطة قلبية ...افضل الموت باي شيء اخر...
اجل معي . اضافت وداد
.واشعل كليهما سيجارة ...
وداد
لقد اخبرتك بزواجي .وهذه طليقتي...جاءت لتطمئن علي ...فنحن لا زلنا نطمئن على بعضنا .فقد كان بيننا حياة. ..
اما عن ابنائي .فهما بالتبني يمكنك ان تتاكدي من اسمهما
.فقد حاولت انا وزوجتي اجراء عملية زراعة ولكن دون اي نجاح. اما مرضي مرض هودجكين
فقد شفيت منه منذ زمن وانا اعمل فحوصات دورية والحمد لله كلها طبيعية حيث ان نسية الشفاء منه عالية .غير اني في الماض لم اعرف شيئا عنه .ولكن الاطباء اكدو لي انني تعافيت .
انا الا اخبر احد عنه غيرك انت حتى هؤلاء الاطباء هنا لا يعرفون
كان عليك ان تتاكدي من الفحوصات التي اعطيتها لك
لا ان تهربي كعادتك من الاحداث .
لقد اعطيتك حقيقة بعدي عنك في الماضي
اما عدم اجابتي عن رقمك لقد اردت ان تفكري وجيدا .
ثم اصابتني نوبة الازمة هذه فانا اعاني من الربو هذا فانا اعاني منه منذ الطفولة . ولكنها كانت شديده.
مهما كان تفسيراتك فهي لا تهمني ..اضافت وداد.
ولا استطيع ان اضل صديقة لرجل احببته قالت وداد بحزم.