الأسرة السعيدة.. لا تعرف العقوق

كم من بيوت توافرت لها كل أسباب السعادة والنعيم، ورغم ذلك فأهلها يبيتون فى جحيم، والسبب أن لديهم أبناء غير بارين .

البحث فى أسباب العقوق لا يخرج فى الأغلب عن سببين أولهما: إهمال التربية والتنشئة الإسلامية على حب الله ومخافته وتعظيم أوامره ومنها وصيته بالوالدين: «ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا»

وهنا حتى لو حدث أى تقصير أو بدرمنهما أى شىء مسىء فإن الابن أو الابنة يتذكران أن والديهما وصية ربهما وأنه تعالى حرم على الأبناء التبرم منهما أو التضجر مما يطلبانه ولو بلفظة «أف» ، أما السبب الثانى فتلخصه وصية نبوية أخرى: بروا آباءكم تبركم أبناؤكم أى أن حقيقة الأمر أنه: كماتدين تدان، فما تفعله مع أمك أو أبيك سيفعله فى الأغلب أبناؤك معك. والعقوق مشتق من العق وهو القطع، وشرعا: هو كل فعل أو قول يتأذى به الوالد من ولده ما لم يكن شركا أو معصية، ولو بإحداد النظر إليهما أى أن ترمقهما بنظرة حدة أو غضب أو تأنيب كما يقول الحسن البصرى، وقال مجاهد: ومن أدخل عليهما حزنا فقد عقهما، وربما لا يعرف الكثير من الأبناء أن العقوق من الكبائر بل إنه من أكبر الكبائركما قال النبى: ألا أنبئكم بأكبر الكبائر: الإشراك بالله وعقوق الوالدين و«العاق» يحرم خيرا كثيرا لا يعوض أبدا أهونه قلة التوفيق وإغلاق أبواب الخير أمامه وأن يسلط عليه أولاده عندما يكبر ويتزوج وتتوالى عليه المصائب وتكثر، أما أقساها فهى أن يحرم من دخول الجنة لأنه أحد ثلاثة ذكرهم الحديث الشريف: لا يدخل الجنة منان ولا عاق ولا مدمن خمر، وهو أيضا أحد ثلاثة لاينظر الله إليهم يوم القيامة، وجريمة العقوق تحديدا من الجرائم التى لابد أن يذوق الابن أو الابنة عقابها فى الدنيا فضلا عن الآخرة، ففى الحديث الشريف: اثنتان يعجلهما الله فى الدنيا: البغى وعقوق الوالدين، وعلى العكس من ذلك تملأ السعادة البيت الذى يتحقق فيه البر سواء من ناحية الآباء لآبائهم، أو الأبناء الصغار لآبائهم، ويتحقق الخير كما أخبرنا النبى صلى الله عليه وسلم : (من أحب أن يبسط له فى رزقه وينسأ له فى أثره فليصل رحمه) والوالدان أولى الأرحام وأقربها للإنسان.
لكم خالص تحياتى وحبـــــــــى