أهمية توزيع المسؤوليات بين الزوجين

تتطلب الحياة الزوجية مسؤولية كبيرة جدًا، وتُغير تفاصيل حياة الفرد وتجعله يشعر بضرورة المشاركة وعدم الأنانية، والتفكير في رفاهية الشريك وأفراد الأسرة طوال الوقت، إضافةً لتغيير نمط الحياة، والتقليل من العلاقات الاجتماعية والتركيز على أولويات الأسرة، ويجب أن يكون الشريكان فيها مبادران كي يكونا مسؤولين عن مستقبلهما، وفي بعض الأوقات قد تكون بداية الحياة الزوجية في حالة من الضياع وعدم الاستقرار، ولكن كل هذه الأمور قد تُنظم عند تقسيم المسؤوليات وتجزيئها على الشريكين، وفي هذا المقال سنذكر أبرز المسؤوليات والواجبات الأساسية التي تقع على عاتق الزوجين

مسؤولية الزوج تجاه زوجته وبيته
تتوجب على الزوج الصالح أمورًا عدة حتى تبقى أسرته وزوجته سعداء، ومن هذه الأمور والمسؤوليات:

أن يكون قائدًا جيدًا للأسرة: فيعرف كيف يتولى مسؤولية المنزل، ويتكيف مع الأمور الحاصلة في الحياة الأسرية، ويعرف الطريق الصحيح ويمضي به، ويُنيره لزوجته وأسرته دون تسلط أو إكراه.

حماية الزوجة من كافة الأخطار: كالعنف الجسدي أو النفسي، فيشعرها بالأمان المتفرد بوجوده.
الحب غير المشروط للزوجة: ويكون ذلك بالتأكد من أنه يرضيها عاطفيًا، ويطمئنها ويظهر الاحترام والحب والتقدير لها، وذلك من خلال الكلام والأفعال على حدٍ سواء.

تلبية الاحتياجات الأساسية للزوجة والأسرة: والمقصود بها الغذاء والمسكن والملبس، إضافةً لتوفيره كافة الاحتياجات الإضافية الأخرى التي تتطلبها الزوجة وأفراد الأسرة في مراحل حياتهم المختلفة.

تواجده في كافة الأوقات بجانب زوجته: لا سيما في المواقف العصيبة، وألا يتركها وحدها، كما يجب أن يُظهر لها أنه بجانبها وأنه موجود من أجلها بغض النظر عن المشاكل والظروف التي تمر بها لإعطائها القوة والدعم حتى تتجاوز هذه المحن.

مسؤولية الزوجة تجاه زوجها وبيتها
يترتب على الزوجة كذلك أدوار وواجبات تجاه زوجها وأسرتها، وفيما يلي أهمها:

مساعدة الزوج: إذ يحتاج الزوج معينًا وداعمًا له في الحياة، والمرأة تحمل قوة كامنة في نفسها من أجل مساعدة زوجها في الحياة العملية والاجتماعية وفي كافة مجالات الحياة.

احترام الزوج: من الضروري أن تحترم الزوجة شريك حياتها، وتمنحه الاهتمام والتقدير، وتكرمه وتفضله، وتظهر له إعجابها بشخصيته وبأسلوب حياته، وتقدر ما يُقدمه لها، وتراعي احتياجاته وتحترم قيمه ومبادئه.

حماية ممتلكات الزوج والوفاء له: من واجب الزوجة ألا تتنازل عن حقوق زوجها وتدافع عنه وتؤتمن على ماله وتنفقه بحكمة وتدير شؤون الأسرة بما يتحقق مع احتياجها ومصلحتها، ولا يجوز لها أن تخونه أو تسيء لسمعته.

خدمة وإدارة المنزل: وقد يكون هذا الأمر غير إلزامي ولكنه عادةً يقع على عاتق الزوجات، فهي التي تدير شؤون منزلها فيما يتعلق بأمور الطبخ والتنظيف والغسيل وغيرها إن لم يكن عندها خدم.


أهمية توزيع المسؤوليات بين الزوجين
هنالك العديد من الأسباب التي تجعل أمر تقاسم وتشارك الزوجين في المسؤوليات العائلية أحد أهم الأمور في الحياة الزوجية ومنها:

تخفيف الضغط الذي قد يقع على فرد واحد من أفراد الأسرة، وبالتالي التقليل من المشكلات والخلافات في المنزل.
توفير المزيد من الوقت لقضاء الزوجين العديد من الأنشطة المشتركة الممتعة لهما، وإتاحة الفرصة للأزواج لتحقيق التوازن العادل في الحياة الأسرية.

الابتعاد عن الأفكار التقليدية البائسة والتي تؤدي في معظم الأوقات لسوء الفهم وينتهي الأمر بالنزاع، مثل الأفكار التي تنص على أن الزوج مهمته فقط جلب المال من الخارج، وعلى أن الزوجة مهمتها إدارة البيت وتربية الأبناء؛ أي فرز الأعمال لمهام ذكورية وأخرى أنثوية، مما يؤدي إلى صراعات وغضب وجدال بين الزوجين.


آثار عدم تحمل المسؤوليات الزوجية
فيما يلي أبرز الآثار السلبية جرّاء عدم تحمل المسؤوليات الزوجية لدى كلا الشريكين:

صعوبة إكمال الحياة الزوجية دون تخطيط وتحديد المسؤوليات لاحقًا، لأن العيش في بيت واحد يتطلب من كلا الشريكين أن يحددا الأعمال بالتفصيل وتقسيمها عليهما، وتحديد الفترات الزمنية للأعمال الدورية، كالاتفاق على مواعيد أمور التدبير المنزلي في الأسبوع، مثل الغسيل، وتنظيف البيت، وكيف سيتم التعامل مع الأمور المالية ومن سيتولاها.

إن عدم تقسيم المسؤوليات بين الشريكين؛ سيؤدي إلى تعكير صفو الحياة الزوجية، وسيضطر أحد الطرفين أو كليهما لإزعاج شريكه وتنبيهه دومًا ليقوم بمسؤولياته، لذا من الضروري تقسيم المسؤوليات والواجبات على كلا الشريكين، والاتفاق على موعد هذه المهام، ومتى يجب أن تنجز، إذ سيعمل هذا التنظيم على تقليل التوتر والجهد الذي قد يقع على أحد الطرفين جرّاء عبء المهام التي سيحملها وحده.