تعليق حول تعرض الإيمان للقلق والشك
إن هذا الإيمان يتعرض للشك والقلق وذلك لأسباب عدة:
1/أعظمها الجهل بمقتضى الإيمان وأدلته.
2/عدم العمل بمقتضى العلم؛ فيضعف الإيمان شيئًا بعد شيء حتى يزول، ويحل محله الشك والقلق، كما يدل عليه الواقع وتقتضيه النصوص.
3/وجود المؤمن في بيئة غير مؤمنة، فتملي عليه شكوكها وشبهاتها؛ فيتزعزع إيمانه ويضعف أمام المغريات ودواعي الانحراف، لاسيما إذا كان قليل العلم وفقد المُجَالس الصالح الذي يثبته ويعينه، ويدل على هذا ما جاء في الحديث الصحيح عن الرسول الكريم ï·؛ أنه قال: بادروا بالأعمال فتنًا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل فيها مسلمًا ويمسي كافرًا، ويمسي مسلمًا ويصبح كافرًا، يبيع دينه بعرض من الدنيا.
وهذا الحديث يرشد إلى أن البدار بالأعمال الصالحات من أسباب ثبات الإيمان وأن عدمها من عوامل الشك والتأثر بالفتن، وهذه الفتن يدخل فيها فتن الشهوات والشبهات وفتن الحروب، وأعظمها فتن الشهوات، إذ هي أكثر إغراء وأقرب إلى النفوس الضعيفة، فينخدع المؤمن أول الأمر ثم يتورط فيها حتى تسوخ قدمه في الباطل ويذهب إيمانه.
وطريق السلامة والنجاة أن يتباعد المؤمن عن أسباب الفتن وأن يحذرها غاية الحذر، ويجتهد في سؤال الله الثبات على الإيمان، ويقبل على كتاب الله تاليًا ومتدبرًا للآيات الدالة على الله والإيمان به، المشتملة على الحجج العقلية والبراهين النظرية المرشدة إلى وجوده سبحانه ووحدانيته واستقلاله بتدبير الأمور كلها واستحقاقه أن يعظم ويطاع باتباع شريعته والوقوف عند حدوده.
ومتى رسخ الإيمان في القلوب وذاقت حلاوته واستنارت بأدلته، صعب اقتلاعه منها،
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|