أسباب كثيرة وراء رائحة العرق الغريبة عند الأطفال

الطبيعي أن وجود رائحة لجسم الطفل أمرٌ لا يدعو للقلق؛ ورائحة العرق لا تعني دوماً وجود مشكلة صحية معينة، فقد يكون السبب مرتبطاً بنمط الحياة المُتّبع، أو النشاط الذي يقوم به الطفل، ومع النظافة أو الحمام الدافئ تزول رائحة العرق، ولكن هناك أسباب أخرى كثيرة وراء رائحة العرق الغريبة عند الأطفال، قد ترتبط بعضها ب الجينات الوراثية، وأخرى تكشف عن وجود أمراض معينة، ولهذا وجب استشارة الطبيب. اللقاء واستشاري طب الأطفال الدكتور إبراهيم شكري للشرح والتفصيل.

قلة الاهتمام بالنظافة من أسباب ظهور رائحة العرق
لا شك أن قلة الاهتمام بالنظافة الشخصية للطفل من أكثر الأسباب شيوعاً لظهور رائحة العرق، ورغم أنَّ العرق عديم الرائحة، إلاّ أنَّ نمو البكتيريا التي تتغذّى على الزيوت المكونة للعرق الموجود تحت الإبط أو الفخذ، يؤدي إلى ظهور رائحة للعرق غريبة.
وتزداد رائحة العرق سوءاً بتراكم البكتيريا في الملابس؛ خاصًة إن لم يتم الالتزام بالاستحمام بشكل منتظم، و كذلك في حال لم يتم تنظيف منطقتي الفخذ وتحت الإبط، أو تغيير الملابس الداخلية بانتظام.
وكثيراً ما ترتبط رائحة الجسم بالطعام الذي يتناوله الطفل بعلاقة مباشرة؛ حيث إنّ الطعام الذي يتم تناوله لا يؤثر فقط في رائحة فم الطفل، وإنّما يؤثر في رائحة جسمه أيضاً.
رائحة غريبة للإفراط في شرب اللبن
تتسرب بعض الأطعمة بعد هضمها إلى مسامات الجلد وتصدر رائحةً كريهة، مثل..اللحوم الحمراء؛ التي تحتوي على مشتقات الأحماض الأمينية التي تعرف بالكارنتين، وتسبب رائحة غريبة تخرج من الجسم.
وكذلك منتجات الألبان؛ حيث يحتوي الحليب على البروتين، مما يجعله يستغرق وقتاً أطول في الهضم، والإفراط في تناوله يؤدي إلى إفراز جسم الطفل لرائحة كريهة.
وهناك الأطعمة ذات الرائحة الكريهة مثل البيض، والأسماك، والبقوليات، والأطعمة التي تُسبّب تغيراً في رائحة الجسم؛ مثل البصل والثوم، والأطعمة المصنّعة من الطحين، والخالية من الألياف.
مرحلة البلوغ
يُعد ظهور رائحة العرق أمراً طبيعياً عند اقتراب الطفل من مرحلة البلوغ، وقد يكون ظهور رائحة العرق عند الأطفال علامة لبدء مرحلة البلوغ.
الإناث تصل لهذه المرحلة بين عمر 10-14 سنة، والذكور بين عمر 12-15 سنة، حيث تطرأ على الطفل الكثير من التغيرات خلال هذه المرحلة.
كالتغيرات الهرمونية التي يترتب عليها ظهور تغيرات سلوكية وجسدية؛ وتتضمن حدوث زيادة في طول الطفل، وزيادة خشونة صوته، ونمو الثدي لدى الإناث.
وبداية نمو الشعر على جسم المراهق يرافق ظهور رائحة العرق، بالإضافة إلى زيادة عمل الغدة العرقية ما يزيد من ظهور رائحة العرق خلال مرحلة البلوغ.
مراجعة الطبيب عند ظهور رائحة عرق غريبة
لهذا يجب مراجعة طبيب الأطفال في حال ظهور رائحة عرق غريبة من جسم الطفل، قبل وصوله لسن السابعة، إذ تعد رائحة غير طبيعية ودليلاً على وجود مشكلة صحية.
أو ما يطلق عليه العنفوان المبكر أو بدء الشعر المبكر، ويكون قبل سن الثامنة عند الإناث وقبل التاسعة عند الذكور، ويترتب عليه نمو شعر في بعض المناطق، وظهور رائحة للطفل كرائحة البالغين.
قد يحتاج الطفل لاستخدام مزيل العرق في بعض الحالات، وقد يُلاحظ في هذه الحالة أنَّ متوسط طول هذا الطفل أعلى من باقي الأطفال في نفس الفئة العمرية.
ومن الأسباب الغريبة أيضاً لظهور العرق، متلازمة رائحة السمك، وهي تمثل اضطراباً وراثياً ونادر الحدوث، وتحدث نتيجة وجود مادة كيمائية بالجسم ذات رائحة كريهة، و تشبه رائحة السمك المتعفن.
و تتراكم هذه المادة في الجسم، ومن ثم تُطرح عن طريق البول والعرق، وتؤدي إلى ظهور الرائحة الكريهة.

أسباب وراء حالة فرط التعرق
يوجد نوعان لفرط التعرق؛ الأولى تحدث بسبب فرط نشاط الغدة الدرقية، والتعرق الشديد يحدث للحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية.
وقد يحدث فرط التعرق؛ بمعنى نزول كميات كبيرة وغير متوقعة من العرق، مع ظهور رائحة جسم الطفل بشكل ملحوظ، وذلك بسبب فرط نشاط الغدة الدرقية.
وقد يرتبط حدوثه بالعوامل الجينية، ويقتصر حدوثه على أجزاء معينة من الجسم مثل القدمين، والإبطين، وراحة اليدين، ويبدأ خلال مرحلة الطفولة.
أما فرط التعرق الثانوي يحدث نتيجة وجود حالات طبية معينة مثل: فرط نشاط الغدة الدرقية وارتفاع ضغط الدم، وهنا لابد من استشارة الطبيب.
التعرق بسبب أمراض حادة
وهناك الرائحة المميزة للقدم المتعرّقة عند الأطفال المصابين بأمراض حادة، وتظهر نتيجة حدوث احمضاض الدم في كل من دم وأنسجة الأفراد المصابين، وقد يؤدي إلى مشاكل صحية.
وتظهر علامات هذا الاضطراب خلال أيام قليلة من الولادة، وتتضمن هذه العلامات سوء التغذية، التقيؤ، نوبات الصرع، نقص الطاقة.
وقد يُشير وجود رائحة ملحوظة لجسم الطفل بعامة إلى وجود مشاكل صحية كامنة؛ مثل الأمراض المتعلقة بالكبد، أو الكلى، أو السكري، أو الالتهاب بعامة.
مرض السكّري مثلاً يسبب ظهور رائحة غريبة تشبه رائحة التفاح المتحلّل، خاصةً عندما يُترك بلا علاج، وهذه الرائحة تكون أكثر وضوحاً في الفم، وتنبعث من الجسم أيضاً.