الرسالة الأولى : ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ)
أن الواجب على المؤمن أن يقرأ للناس أحداث التاريخ، ويعرضها لهم من خلال منظار القرآن، وأن يفسر كل حركاته الاجتماعية والكونية بمنطق القرآن الرباني ، وأن يفسر كل حركاته الاجتماعية والكونية بمنطق القرآن الرباني، ذلك أن الوصول إلى التحقق بمقام قراءة كتاب الحياة، من خلال نظرة القرآن، هدف تربوي عظيم
الرسالة الثانية : ( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)
أن الذكرى والتذكر والاعتبار، إنما يحصل لأصحاب القلوب الحية، والفطر السليمة، أو لمن استمع لخطاب القرآن بكليته الوجدانية والعقلية ومن ثم وجب الانتباه إلى أهمية مخاطبة الفطرة الكامنة في الإنسان، بما يصلحها ويخرجها من تشوهاتها. وليس كالقرآن أنفع لذلك وأصلح.
الرسالة الثالثة : ( فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُود )
أن الصبر في أمور الدين والدعوة، إنما يتم لصاحبة إذا كان قائما على التزود من بركات الصلاة، فرائضها ونوافلها، والاستمداد الدائم لواردات الغيب، من مَعين الإيمان بالله واليوم الآخر.
الرسالة الرابعة : ( وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَإِلَيْنَا الْمَصِيرُ (43) يَوْمَ تَشَقَّقُ الْأَرْضُ عَنْهُمْ سِرَاعًا ذَلِكَ حَشْرٌ عَلَيْنَا يَسِيرٌ)
أن المؤمن الداعية رجل أخروي، ينظر إلى الحياة الدنيا بعين الآخرة، وإنما هو يعرض للناس مشروعه على أنه دعوة إلى الحياة الآخرة ، فعلى هذا الأساس العقدي العظيم، وجب أن يبني الداعية خطابه، وأن يسوق أدلته وشواهده. وإن ذلك لهو منهاج دعوة الرسل جميعا كما هي مفصلة في القرآن، وأساس خطاب الرحمن للبشرية في كل زمان. إنه الاستعداد لليوم الآخر، بالعمل على تصريف جميع شؤون الحياة الإنسانية عليه، الفردية والاجتماعية سواء.
الرسالة الخامسة : ( نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ)
أن الرفق، والشفقة، والتمتع بأخلاق السلوك الاجتماعي، وأدب الحوار، كل ذلك هو أساس نجاح الداعية إلى الخير. وأن الصبر على الأذى النفسي والمادي لهو من أرفع مراتب الأخلاق ولا يكون الإنسان رفيقا شفوقا إلا إذا كان صابرا.
ومن ثم فلابد للداعية من مخاطبة مدعويه برفق، وأن يقول لهم قولا لينا، يعتمد أساليب التقريب والتحبيب، دون التضجير والتنفير.
الرسالة السادسة : ( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ )
أن القرآن هو المادة الرئيسة لدعوة الإسلام ، وأن حقيقة الدعوة الإسلامية إنما هي تمكين خطاب القرآن من الوصول إلى القلوب، وطرق أبوابها بآياته وكلماته ، فمعنى دعوة الإسلام هو إيصال كلمات الله إلى كل مكان! وطرق جميع الأبواب بها على منهج القرآن، طرقا لا يمل ولا يكل، حتى تُحقق الأمة هجرتها من جديد، وتشرق شمس القرآن على العمران!