فجعل ينادي ويقول: ((أنذرتكم النار، أنذرتكم النار، أنذرتكم النار)) وعلا صوته حتى سمعه أهل السوق جميعا، وحتى وقعت خميصة كانت على كتفيه فوقعت عند رجليه من شدة تأثرة وانفعاله
هل لك طاقة أن تكون وقودها والعقارب والحيات من سكانها
هل لك طاقة أن يهوى بك فلا تصل الا بعد سبعين سنة
فوقك النار وتحتك النار ويمينك وعن شمالك نار ؟؟
وطعامك نار ولباسك نار وشرابك نار!
قطعت لأهلها ثياب من قطران سريع الإشتعال
قطره واحده من الزقوم إن نزلت على الأرض لأفسدت على أهل الأرض معايشهم
فكيف بربك من كانت طعامه؟؟ يا قلبي .
لها 70 ألف زمام مع كل زمام 70 ألف ملك
اسودت وجوههم من معاصي أهل النار
لاحول ولا قوة الا بالله
يا قلبي .. أما علمت أن أهل الناريمشون على النار بوجوههم ويطأون حسك الحديد بأحداقهم
ينادون من أكنافها ويصيحون من أقطارها: يا مالك قد أثقلنا الحديد،
يا مالك قد حق علينا الوعيد، يا مالك قد نضجت منا الجلود،
يا مالك قد تفتتت منا الكبود، يا مالك العدمُ خير من هذا الوجود، فيجيبهم بعد ألف عام بأشد وأقوى خطاب وأغلظ جواب إنكم ماكثون لقد جئناكم بالحق ولكن أكثركم للحق كارهون
فينادون ربهم وقد اشتد بكاؤهم وعلا صياحهم وارتفع صراخهم
فلا يجيبهم الجبار جل جلاله إلا بعد سنين، فيجيبهم بتوبيخ أشد من العذاب اخسئوا فيها ولا تكلمون فعند ذلك أطبقت عليهم وغلقت،
فيئس القوم بعد تلك الكلمة أيما إياس، فتزاد حسراتهم وتنقطع أصواتهم فلا يسمع لهم إلا الأنين والزفير والشهيق والبكاء، يبكون على تضييع أوقات الشباب ويتأسفون أسف أعظم من المصاب، ولكن هيهات هيهات ذهب العمل وجاء العقاب.
حتى يؤتى بالموت على شكل كبش املح فيذبح
فينادي المنادي يا أهل النار خلود فلا موت .. خلود فلا موت .. خلود فلا موت
فويل للكافرين يومئذ من عذاب أليم
يتمنون الموت على النار ، وهاهو الموت قد ذبح
فيا حسرة على المفرطين يا قلبي
فخذ العبرة ولا تكن المعتَبَر
كان وعدا من ربي ان الكل واردها ،، فكيف تقوى أن تمر من فوقها !
لطفك يا الله ،، ورحمتك يا رحمن
يا قلبي أرجوك تركد ، واعلم أن الدنيا خلقت ممر لدار القرار