هكذا يخط اليمنيون مواجعهم على واجهة الباصات والشاحنات
عندما تغوص في زحام المدن اليمنية، تخطفك تلك العبارات المكتوبة على المركبات المختلفة، التي يقودها سائقو باصات أو شاحنات سواءً العابرة منها أو الواقفة في إشارات المرور، تحمل صرخات مدوية كأنها بيان احتجاج مثل: "يكفينا حرب"، لماذا كتبوا علينا كل هذا القهر"، "لو كان للإنسانية أمّاً لكنا اشتكينا لها"، تتنوع الغصات المكتوبة بالدمع والدم، وتتلون الكلمات بمرارة الأزمات، لتصف حالات سحقها الفقر تارة، وتعكس فداحة الصراعات التي أدمت قلوب آلاف العائلات، فتجسد هموماً شخصية وعاطفية وطموحات بسيطة لا تتحقق، مثل "زوجوه يعقل"، وقد تحمل طابع المواساة لأحوال تتشابه، "تعبنا سياسة".
أدب بفكاهة سوداء يكتبه المهمشون للتنفيس عن الكبت
غيداء علي، تقول إن الصحافة في اليمن أصبحت جريمة، فأغلب الصحفيين المناهضين أو المعارضين لمختلف أطراف النزاع مهددون بالتصفية أو السجون الانفرادية بتهمة التخريب وإشاعة الفتن، لهذا وجد كثيرون أن الكتابة على السيارات نوع من تنفيس الكبت وإفراغ مخزون الضغط النفسي والعاطفي، فيما يسمى سبورة شوارع أو أدب المهمشين الذي لا يخلو بالطبع من الدعابات السوداء.