كسروا قيودكم !!00!

في صحبة أحد الأصدقاء ونحن نتجه إلى أحد الحفلات التي دُعينا لها ، وبعد حُضورنـا همس لي صديقي برغبته بالمغادرة بعد أن مكثنا وقت قصير ، ثم اتجهنا نتبادل الحديث وكان صــديقي يتسأل عن الكيفية التي تساعــد وتهيئ الإنسان لكي يتطور ، ومــاهي العوامــل التي تناسب الوضــع العام في مثل هذه المرحلة الحساسة التي تنبئ بحدوث تغييرات جذريـة على حياة الإنسان ، وأردف يقول إلا أن الإنسان في مدينتا لا يكترث إلى هذه التغييرات ويستهلكها ويبتذلها حتى تكون بلا قيمة حقيقية وذات تأثير فعلي على حياته الواقعية وعلى نمط تفكيره وسلوكه ويجد ذاته متحررة مبدعة يتعامل مع الأشياء بكل حداثة في المنطق والسلوك وفي اللهجة ... فبـادرته بكل عفوية وانــا أحرك السكر الذي يسكن في قــاع الكوب " بكسر القيود التي حول معصمه " فنظر إلي قائــلاً ومــا هــي تلك القيــود !! فأشرت إلية بأن يمـــر إلى أحــدى الشوارع والذي تقع علية أحـــدى المدارس فوقفنا أمامها وقلت أقرأ هذا الكم الهائــل من اللافتات على سور المدرسة الخارجية وأخبرني هل لفت انتباهك شي منها ، قرأ كل اللوحات وقال أنها جميلة هذه الكلمات التي تحث على الإبداع والعلم والقراءة والتفكر ، فأوقفته قائلاً إن كل القيود التي حول معاصمنا نرها بهذه الصورة الجميلة التي تكلمت عنها ولكن خلفها يقبع القيد الذي يلغي الإبداع والمواهب وأحد الأسباب هذه المقولة التي أحضرتك إلى هنا لكي تتمعن بها وهي نفسها من دعاك إلى مغادرة الحفل هذا اليوم ، هــذه التي تقصد أنها القيود ، هي أحد القيود وتعتبر في نظري أول قيـد يتم وضعة في يدك عند ولادتك ، هذه اللافتة تعني الشي الكثير الذي أنجـــب قيود كثيرة في أبسط أمور الحياة وأتفهها أتعلم إن هذه اللافتة التي تقول .


الإبداع على طريــــق الأجداد


إن هذه المقولة هي من أنجبت القيـــود وأوثقنا بها ومــا زلنا نفاخر ونتباهى بتلك القيود وكأنها هي الطريق الســالك لنا ولمن قبلنا ولمن يأتي بعدنــا ، فكسر هذا القيــد سيكسر كل القيود التي َأسرتنا بمعاصمنا وأرجلنا ورقابنا وألسنتا ولو استطاعت لقيدت عقولنا ، فطريق الأجداد هو طريقهم وحدهم وليس طريقنا ، فأخذنا نبالغ بمسيرنا على هذا الطريق فغابت ذواتنا وانصهرت أنفسنا فأصبحنا لا شي ، يجب أن نتنحى عن هــذا الطريق رحمة بهم ورحمة بنا ، فالعجز عن صنع طريق موازي لطريق أجدادنا هو ما فرض علينا الاستمرار بطريقتهم ، فأصبحنا أكثر وفاء منهم على نهجهم وهذا هو عمل العاجزين ، فطريق الأجداد لا يوجد به إبــداع أو فكر يشير لنا بالاستمرارية على نفس النهج وعلى نفس الطريق ، يجب أن نتنحى عن هذا الطريق ونسلك طريقاً أخر من صنع ذواتنا وأفكارنـا ، فنغير من اهتماماتنا المبالغ بها بالحيوانات " كالإبل والخيل والأغنام " إلى اهتمامنا بأنفسنا وأبناءنا ونغير من طابع الحفلات والمهرجانات التي تمتلئ بالشعراء وفرق الرقص إلى المسرح والتمثيل ونغير من سلوك حديثنا عن الأجداد وبطولاتهم إلى فنون الرواية والقصة والمؤلفات الأدبية التي تفيد الناشئ والشاب ونغير من الأعراف والإتباع لها إلى مجال الفنون الموسيقية والفنون التشكيلة ، لنتحول من مجتمع بدائي إلى مجتمع جاهز للمطالبة بحقوقه المدنية .


نبدأ بحياة على طريقتنا في زمن متغير ومتجدد ، بـعيداً عن زمن وطـــريق الأجداد