قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إذا غضب أحدكم فليسكت )
رواه الإمام أحمد
وذلك أن الغضبان يخرج عن طوره وشعوره
غالباً فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر
والعياذ بالله أو لعن أو طلاق يهدم بيته ، أو سب وشتم-
يجلب له عداوة الآخرين . فبالجملة :
السكوت هو الحل لتلافي كل ذلك
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ،
فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع )
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ،
( ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد
الذي يملك نفسه عند الغضب )
رواه أحمد 2/236 والحديث متفق عليه
الغضب أمر من طبيعة النفس يتفاوت فيه الناس ،
وقد يكون من العسير على المرء أن لا يغضب ، لكن الصدّيقين
إذا غضبوا فذكروا بالله ذكروا الله ووقفوا عند حدوده ،
وهذا مثالهم
وقد يحصل أدنى من هذا فيكسر ويجرح
، فإذا هرب المغضوب عليه عاد الغاضب على نفسه ،
فربما مزق ثوبه ، أو لطم خده ،
وربما سقط صريعاً أو أغمي عليه
، وكذلك قد يكسر الأواني ويحطم المتاع .
ومن أعظم الأمور السيئة التي تنتج عن
الغضب وتسبب الويلات الاجتماعية وانفصام عرى
الأسرة وتحطم كيانها ، هو الطلاق .
واسأل أكثر الذين يطلقون نساءهم كيف طلقوا ومتى ،
فسينبئونك : لقد كانت لحظة غضب .
فينتج عن ذلك تشريد الأولاد ، والندم والخيبة ،
والعيش المرّ ، وكله بسبب الغضب .
ولو أنهم ذكروا الله ورجعوا إلى أنفسهم ،
وكظموا غيظهم واستعاذوا بالله
من الشيطان ما وقع الذي وقع
ولكن مخالفة الشريعة لا تنتج إلا الخسارة
تأمل الغاضب نفسه لحظة الغضب .
لو قدر لغاضب أن ينظر إلى صورته
في المرآة حين غضبه لكره نفسه ومنظره ،
فلو رأى تغير لونه وشدة رعدته ، وارتجاف أطرافه
، وتغير خلقته ، وانقلاب سحنته ، واحمرار وجهه
، وجحوظ عينيه وخروج حركاته عن الترتيب
وأنه يتصرف مثل المجانين لأنف من نفسه ،
واشمأز من هيئته ومعلوم أن قبح الباطن
أعظم من قبح الظاهر
، فما أفرح الشيطان بشخص هذا حاله !
نعوذ بالله من الشيطان والخذلان