مسيرة الكاتب الروائي “توم كلانسي” بين أروقة الجيش والعالم الافتراضي

لا بد أن الاسم توم كلانسي Tom Clancy قد مر على البعض منا من متابعي ألعاب الآكشن ليجدوه على العديد من أغلفة بعض إنتاجات Ubisoft بجانب شعارات الشركة الصانعة، إنه ليس اسم لشركة إنتاج ما أو يتبع لأي من سلاسل اللعبة، إنه اسم التعريف بأمهر كتاب الآكشن لألعاب الفيديو ” توم ليو كلانسي ” الروائي الذي أضاف إلى عالم الألعاب الرقمية لمساته القصصية الساحرة ليجعلنا أكثر تعلقاً بما سيجري من أحداث تطغى بعض الأحيان على متعة استخدام السلاح في وجه الأعداء في المراحل المختلفة.

لم يكن ما كُتِب بالمقدمة إلّا بعض التشويق لقراءة ما بين السطور التالية، فبالتأكيد قد سمع العديد منا عن ذلك الكاتب القصصي خصوصًا في الأيام القريبة الماضية والتي أرفقت اسمه مع العديد من تلك الإنتاجات الإلكترونية الضخمة، لكني أحاول أن أعيد ذكراه في عيوننا على الأقل لمدى التسلية الذي زوِّدنا بها في كل لعبة أو فيلم أو رواية ناتجة عن قلمه الذي جف حبره للأسف.

ولد الروائي توم مدمن التكنولوجيا الحربية في 12 أبريل سنة 1947 بأحد منازل مدينة بالتيمور التابعة لولاية ميريلاند الأمريكية، بدأ حياته الدراسية في مدرسة “لويولا بلايك فيلد” للبنين الخاصة بالكنيسة الكاثوليكية في مدينة توسون لذات الولاية، إلى أن التحق بكلّية لويولا حيث بدأت دراسته الأدبية والبحث بين مغلفات الكتّاب العظماء قبل أن يعلم أنه سيقف بجانبهم في يوم من الأيام.

كان العمل في الوساطات التأمينية أول مصادر دخل توم المادية قبل كتابة روايته الأولى “The Hunt For Red October” في عام 1984 عندما كان في السابعة والثلاثين من عمره، قدِّمت الرواية على فكرة انشقاق طاقم لغواصة روسية حيث تدور الأحداث داخلها بطريقة مشوقة، لم يعرف أنها كانت كافية لتصدُّر قائمة الكتب الأكثر مبيعًا في صحيفة نيويورك تايمز الرسمية بعد أن صرّح الرئيس الأمريكي ” رونالد ريغان ” حينها بأن صياغة كلانسي للسيناريوهات العسكرية متينة لدرجة أنها توهمك بواقعية أحداثها، وبعد إنتاج ذلك الكتاب بفترة بسيطة أصبح الكتاب من الوجهات العسكرية المفضلة لدى الجيش الأمريكي، حتى إن بعض كتاباته اللاحقة قد دخلت مناهج الأكاديميات العسكرية رسميًا في الولايات المتحدة.

صنعت كتابات توم مفتاح سحري لصحبة العديد من الرؤساء، الأدميرالات، وجنرالات الجيش والقيام بجلسات عشاء كبيرة قدمت له مزايا خاصة بإعطائه الحرية الكاملة لدخول المطارات العسكرية، معسكرات الجيش العامة والسرية، بالإضافة إلى الوصول للمدمرات وحاملات الطائرات، أضف إلى ذلك التعهدات الكاملة بتوفير خدمات مادية وتقنية عديدة تغطي حاجات مشاريعه القادمة من قبل البنتاغون مباشرةً.

احتلت العديد من كتابات كلانسي المتعددة مراتب عالية على قوائم الكتب الأكثر قراءةً عالميًا بما فيها 10 من الإصدارات كسرت حاجز المرتبة الأولى لإحصائيات النيويورك تايمز لتنضم إلى أولى رواياته “The Hunt For Red October” الذي تحدثنا عنها مسبقًا، اشتملت المرتبة الأولى على روايات “Red Storm Rising (1986)، Patriot Games (1987)، Cardinal Of The Kremlin (1988)، clear And Present Danger (1989)، The Sum Of All Fears (1991)، without Remorse (1993)، Debt Of Honor (1994) Executive Orders (1996) وأخيرًا Rainbow Six في 1998 التي حوِّلت لاحقًا إلى سيناريو لأحد الألعاب.
إقرأ أيضاً :

لمحة عن حياة الكاتب العبقري ستيفين كينغ و الأفلام التي اقتبست عن رواياته


طبعت كتابات هذا العبقري لأكثر من 50 مليون نسخة حول العالم، وقد تم تحويل مجموعة منها إلى أفلام ضخمة كانت بدايتها أول أربعة روايات متتالية كٌتِبَت بقلمه وظهرت على الشاشة الكبيرة في أعوام 1990، 1992، 1994، 2002 بالإضافة لآخر إنتاجاته القصصية Act Of Valor والتي تم تحويلها لفيلم العام الماضي.

في عام 1996 تم تأسيس شركة “Red Storm Entertainment” تحت حسابه الخاص ليبدأ بها أولى خطواته في خلق الألعاب الالكترونية الترفيهية والقائمة بشكل أساسي على قصصه المشوقة، وقد أنتجت أول إصداراتها في نوفمبر 1997 تحت اسم “Politika”، وفي وقت لاحق تم شراء تلك الشركة من قِبَل Ubisoft Entertainment الفرنسية والمعروفة حالياً بمجموعتها الضخمة من الألعاب الناجحة، وفي تلك الأثناء أعلن كلانسي خطته لشراء “Minnesota Vikings” بصفقة تقارب 200 مليون دولار لكنها فشلت لأسباب لم يكشف عنها، و قد قدّم العديد من قصص الآكشن التي شكلت غالباً تسلسلاً مشوقاً بطابع جديد لألعاب الفيديو، حيث كتب لـ Splinter Cell, Ghost Recon, HAWX 2, Rainbow Six, End War والتي حققت بمجملها نجاحات مبهرة.

قام كلانسي بشراكة مؤقتة مع القائد العسكري “Chuck Horner” وهو جنرال مسؤول عن القوات الجوية في عمليات عاصفة الصحراء وقد تم ذلك في 1999 لكتابة “Every Man a Tiger” ويتحدث به عن الحسابات الحقيقية وراء الحرب الخليجية الإيرانية من وجهة نظر ذلك القائد، وبعد ذلك بثلاث سنوات تم إدراج اسم توم كلانسي في المرتبة العاشرة بين 100 شخصية صنفت بأعلى المدخولات المادية لسنة 2002.

بعد المسيرة الطويلة لهذا الروائي وانخراطه بالمجالات العسكرية و الكتابات العظيمة حتى الألعاب الالكترونية، خلِّد اسمه بين القادة والقرّاء وحتى في أذهان الفئات العمرية الشابة من هواة ألعاب الفيديو، وفي الأول من شهر اكتوبر الماضي في أحد مشافي مدينة بالتيمور كتب القدر إنهاء مسيرته بالوفاة عن عمر يناهز 66 عاماً حفلوا بنجاحات عديدة حققت ثروة تقارب 300 مليون دولار وسمعة شعبية مميزة، أما قبل وفاته بفترة وجيزة فقد كان يعمل على رواية جديدة “Command Authority” كان من المقرر إطلاقها في الأول من هذا الشهر، لكننا سنشهد في بداية العام المقبل آخر إصدارات الألعاب الموقعة باسمه و بعنوان “The Division” التي تحدى صيتها الموت لتكون هذه اللعبة نهاية مسيرة شخص من أروع الكتاب العسكريين الذي ستخلِّد أعماله ذكراه لأجيال قادمة وفي قلوب الكثير من هواة الألعاب و العظماء من الجنرالات المتقاعدين.

شكراً لك
بانتظار الجديد القادم
دمت بكل خير

طررح يفوق آلجمآل ,
‎كعآدتك إبدآع في صفحآتك ,
‎يعطيك آلعآفيـه يَ رب ,
‎وبِ إنتظآر المزيد من هذآ الفيض ,
‎لقلبك السعآده والفـرح ..
‎ودي

يعطيك العآافيه على الطرح الرائع
ماننحرم منك ومن مواضيعك
بإنتظآار جديدك القادم
لك اعطر تحية

.
.
.







أشكرك على طرحّك ,
يعطيك الف عافيه علىْ مجهودك ..و عسـآك عالقوة يـارب ,
تحيّتي لـك