(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩

الملاحظات

۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ َيهتم بالقُرآن والتفسِير والقرَاءات ، والدرَاسات الحدِيثية ، ويَهتم بالأحادِيث والآثار وتخرِيجها .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 02-10-2020
أبو علياء غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Male
 
 عضويتي » 595
 اشراقتي ♡ » Apr 2018
 كُـنتَ هُـنا » 01-18-2023 (02:11 PM)
آبدآعاتي » 245,029
 تقييمآتي » 178797
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  male
 حالتي الآن »
آلعمر  » 🌹
الحآلة آلآجتمآعية  » متزوج 😉
تم شكري »  0
شكرت » 0
مَزآجِي  »  1
 
افتراضي وقفة مع آية من كتاب الله (15)



وقفة مع آية من كتاب الله (15)



هذه جلسة إيمانية في ظل آية فرقانية قد تملَّكنِي الشَّوق أن أدْعوك أخي وقد لفحتْني الشَّمس بِحرارتها، وفصْل الصَّيف قد حلَّ والرَّبيع ارتحل، أن أجلس وإيَّاك في ظلِّ آيةٍ فرقانيَّة قبل أن يرْجِع الفيء عنَّا، وقد يسَّر الله أن أقبل إليْنا، فهذا كتاب ربِّنا زاخرٌ بالنَّفائس والجواهر، كمْ ضيَّعنا والعمر يَمضي مسرعًا من دُرَر تسكُن في أعْماقِه، والسَّبيل إليْها سهلٌ وميسَّر، فقط استِجابة لدعْوة التدبُّر الَّتي ينادي بها الحق - جلَّ جلالُه - عبادَه، فالإنسان لا ينبغي له أن يعطِّل فِكْرَه بإعراضِه عن النظر مادام في الزَّمان والمكان، ويلحظ هذه المظاهِر الكونيَّة، وهي نصب عينيْه.

جلسة تدبُّر وأنت أمام ملكوت المبدع مشاهد.

قال المولى - عزَّ وجلَّ -: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ وَلَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ سَاكِنًا ثُمَّ جَعَلْنَا الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلًا * ثُمَّ قَبَضْنَاهُ إِلَيْنَا قَبْضًا يَسِيرًا ﴾ [الفرقان: 45، 46].

الظلُّ آيةٌ مِن الآيات الدَّالَّة على وجود الله - تعالى - وقدرتِه على خلْق الأشياء المختلِفة والمتضادَّة؛ قال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلَالًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ كَذَلِكَ يُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ ﴾ [النحل: 81].

وهو دليل على التوحيد، والتَّوحيد لا يكتمِل إلَّا بالمشاهدة، وذلك بأن تشاهد أنَّ كلَّ شيء في الوجود هو له - عزَّ وجلَّ - وحدَه، والظل واحدٌ من مَخلوقاته التي دعانا إلى مشاهدتِها، وهي آية من آياتِه تُوصل مَن أمْعَنَ فيها النَّظَر - متدبِّرًا - إلى باريها، وهي كما يبيِّن أهل العلم والفضل أنفعُ في تزكية النَّفس وإيقاظها من غفلتِها؛ لذلك نَجد الموْلى - جلَّ في علاه - بادر رسولَه الكريم في سورة الفرقان بِهذا السؤال الإرْشادي والاستفهام الطَّلبي: ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ الظِّلَّ ﴾؛ بيانًا لجمال فعلِه، وكمال نعمِه، وعظمة قيوميَّته.

قال ابن القيم في تفسير هذه الآية: "أخبر - تعالى - أنَّه بسط الظِّلَّ ومدَّه، وأنَّه جعله متحرِّكًا تبعًا لحركة الشَّمس، ولو شاء لجعله ساكنًا لا يتحرَّك، إمَّا بسكون المظْهر له والدَّليل عليْه، وإمَّا بسببٍ آخَر.

ثمَّ أخبر أنَّ قبضَه بعد بسْطِه قبضًا يسيرًا - وهو شيء بعد شيء - لَم يقبضه جملة، فهذا من أعظم آياتِه الدَّالَّة على عظيم قدرتِه وكمال حكمته[1].

الظِّل نعمة جليلة من نِعم المولى العامَّة على عباده، مؤمِنِهم وكافِرِهم؛ فهو من آثار رحمانيَّته، وفيه من المصالح والمنافع ما لا يُحصيه العدُّ، ولكن حسبُنا أن نذكُر منه ما يُسعفنا إليه المقال.

عندما نقف وقفةً نتعرَّف من خلالها على الظِّلِّ متسائلين: ما الظل؟ انظُر "لسان العرب" كلمة (ظلل) يقول ابن منظور: "الظِّلُّ في الحقيقة: إنَّما هو ضوء شعاع الشَّمس دون الشُّعاع، فإذا لَم يكن ضوءٌ فهو ظلمة، وليس بظل"[2].

وعليه؛ يتبيَّن أنَّ الظِّلَّ: أمر متوسِّط بين الضَّوء الخالص والظُّلمة الخالصة، وهو أفضل الأحوال؛ لأنَّ الظُّلمة الخالصة يكرهها الطَّبع، وينفر منها الحسُّ، والضَّوء الكامل يبهر الحسَّ البصري، ويؤْذِي بالتَّسخين؛ ولذلك وصفَ الله - سبحانَه وتعالى - الجنَّة بالظِّل[3] في غير ما آيةٍ من كتابِه العزيز، من مثل قولِه سبحانه: ﴿ فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ ﴾ [الواقعة: 28 - 30].

والظلُّ من الجزاء الحسَن لأهل الجنَّة؛ كقوله تعالى: ﴿ لَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَنُدْخِلُهُمْ ظِلًّا ظَلِيلًا ﴾ [النساء: 57].

نعم، الجنة فيها هذا النعيم وزيادة؛ ﴿ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا ﴾ [الرعد: 35].

ومن فوائد الظِّل الدَّالَّة على إعجاز الله في خلْقه: أنَّه دليل على أوْقات الصَّلوات، فوقْت الظُّهْر مثلًا: عندما يكون ظلُّ الشَّيء أقصر ما يُمكن، وكان ظلُّ الرَّجُل كطوله.

ووقت العصر: يدخُل عندما يبلغ ظل الشَّيء مثله، أو مثليْه.

ووقت المغرب: عندما يَزول ظلُّ الشَّيء نتيجة لاختفاء أشعَّة الشَّمس بالغروب.

وإنَّه رحمةٌ للمخْلوقات والكائنات الحيَّة؛ إذْ إنَّ كلمة الظِّلّ - ولاسيَّما في منطقة كالجزيرة العربيَّة - توحي بالرَّحمة، وتوحي بالنِّعمة؛ كما يبيِّن الحديث الَّذي أخرجه البخاري بسندِه عن أبي هُرَيْرة - رضي الله عنه -: ((سَبْعَةٌ يُظِلُّهُم اللَّهُ في ظِلِّه يَوْمَ لا ظِلَّ إلا ظِلُّه))[4].

وإنَّ التَّعبير ليكتسي رونقًا وأنت تستعمِل فيه كلِمة الظِّل، فتقول مثلًا: "في ظل الإسلام".

فها هي ذي هند بنت عتبة - رضِي الله عنْها - تقولُ فيما رواه عبدالله بن يزيد، عن أبي حُصين الهذلي: "لقد كنت أرى فى النَّوم أنِّي في الشَّمس أبدًا قائمة، والظِّل منِّي قريب لا أقْدِر عليْه، فلمَّا أسلمتُ، رأيتُ كأنِّي دخلت الظِّلَّ، فالحمد للَّه الَّذي هدانا للإسلام".

ومن الأحكام المتعلِّقة بالظِّلِّ: النَّهي الوارد في الجلوس بين الظِّلِّ والشَّمس: إذ نَهى رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يُجلسَ بين الضَّحِّ والظِّلِّ، وقال: ((مَجلس الشَّيطان)).

وعن أبي هُرَيْرة قال: قال أبو القاسم: ((إذا كان أحدُكم فِي الفيْء، فقلص عنْه الظِّل وصار بعضُه في الشَّمس وبعضُه في الظِّل - فليَقُم))[5].

قال ابنُ قيِّم الجوزيَّة في "الطب النَّبوي":

"والنَّوم في الشَّمس يثير الدَّاء الدَّفين، ونوم الإنسان بعضُه في الشَّمس وبعضُه في الظِّل رديء"[6].

إن الحقيقة الَّتي لا يُنكرها مسلم أنَّ تدبُّر الكتاب العزيز يزيد إيمان العبد، ويقينَه في مولاه - عزَّ وجلَّ - ويزيده تشبثًا بمبادئ دينه، الإسلام الذي ارتضاه الله لعباده.

فاللهمَّ ألْهِمنا مراشد الخيْر، واهدِنَا سواء السَّبيل.



 توقيع : أبو علياء

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
(15), الله, وقفة, كتاب

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وقفة مع آية من كتاب الله (2) لَـحًـــنِ ♫ ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 19 09-30-2024 06:33 PM
وقفة مع آية من كتاب الله (16) أبو علياء ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 26 09-08-2024 08:09 PM
وقفة مع آية من كتاب الله (11) أبو علياء ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 20 09-08-2024 07:46 PM
وقفة مع آية من كتاب الله (1) غـُـلايےّ ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 20 05-13-2024 06:37 PM
وقفة مع آية من كتاب الله (2) غـُـلايےّ ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 22 02-22-2024 03:30 PM


الساعة الآن 06:20 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع