حتى يكون السفر مريحا للنفس

حينما يفكر الواحد منا ، بالسفر إلى أى بلد فى العالم ، عليه أن يختار رفيقا او رفقاء للسفر بحد أقصى (4) بمافيهم أنت وبحد أدنى (2) أنت ورفيقك ، وحتى يكون السفر مريحا يجب أن يكون هناك إنسجام وتوافق ، بين جميع المسافرين فى معظم الأمور ، وإلا سوف يصبح السفر غيرمريح ، وسوف تندم على كل لحظة ضاعت عليك ، بسبب تصرفات من يرافقك بالسفر ، طبعا هنا أقصد برفقة السفر الأصدقاء ، وليس العائلة أو الأهل هذا موضوع آخر ليس مجال البحث ، رفقة السفر مهمة جدا ، والرفيق عادة لاتعرفه إلا فى السفر ، فالسفر لاشك يكشف ، أو يسفر عن طبيعة وأخلاق من يرافقك ، لذلك سمى سفر لأنه يسفر أو يكشف أو يظهر أشياء لم تكن تعلمها قبل السفر ، ولذلك وكما يروى عن أميرالمؤمنين / عمربن الخطاب رضى الله عنه ، أن رجلا أتاه فى مجلسه وأخذ يمدح ويثنى على رجل ، فقال له عمر رضى الله عنه : (( هل صحبته فى سفر قط )) قال الرجل : لا ، قال : عمر رضى الله عنه : إسكت ما أراك تعرفه )) نعم لاتعرف معادن الرفقة إلا خلال السفر ، يبدأ قياس رفيق السفر، من أول الوصول إلى المطار للمغادرة إلى البلد المقصود بالسفر ، فإن حددت معه وقت معين للإلتقاء فى المطار ، لكى يتم عمل إجراءات السفر ، وقد تأخر عن الموعد ، فتلك إشارة إلى بدء المتاعب ، وقد تغض الطرف عن ذلك ، حتى تصل البلد المقصود بالسفر ، حيث تفاجأ برفيقك بالسفر ، أن الفندق الذى تم حجزه لايعجبه ، فماذا تفعل ؟ سوف يحدث جدال
وربما يقبل رفيقك على مضض بالفندق الذى لايعجبه حتى لاتزعل منه ، حتى يستكمل السفر، يأتى بعدذلك أنك رتبت القيام صباحا وفى وقت مبكر لزيارة بعض المعالم الطبيعية أو التاريخية فى البلد المقصود بالسفر وتفاجأ بأن رفيقك يرغب فى النوم حتى المساء ، فتذهب وحدك ، هنا أكيد سوف تشعر بالضيق لأن رفقيك ليس معك ، وقد تفاجأ برفيق همه التسوق وتضييع الساعات التنقل من مول تجارى إلى آخر وأنت لم تأتى للتسوق وإنما جئت للإستمتاع بالسفر ، أيضا تفاجأ برفيق مهمل ينسى جواز سفر بالفندق وأنت متفق معه على حمل الجواز حين التنقل داخل الدولة المقصودة ، فتحدث مشكلة متى حدث حادث ..
قد يكون لديك أصدقاء فى وطنك كثر ، لكن ربما واحد فقط منهم يصلح كرفيق فى السفر لأنه متوافق معك فى أغلب الأشياء ، هنا فعلا تستمتع بالسفر ، فيجب قبل تقرير السفر تجربة رفيقك داخل الوطن ، من خلال رحلات داخلية لاتكبدك مشاق كثيرة ، فيما لو سافرت مع صديق طباعه صعبة فى السفر خارج الوطن مما يرتب عليه أن تتمزق أو تنحل روابط الصداقة ، فما لو رأيت السفر مع صديق لم تجربه بالسفر وإتضح لك فى السفر أن رفقته قطعة من عذاب .. لأن السفر بطبيعته يعتبر قطعة من عذاب فكيف إذا كان معك رفيقا يفاقم بتصرفاته هذا العذاب .. لذلك حتى يهون عليك عذاب السفر،عليك إصطحاب رفيقا ، يكون مريحا فى السفر أنيسا فى الغربة ، يجعل السفر بالنسبة لك ، غاية فى الروعة والهدوء ..فالصديق لا تعرفه إلا فى السفر ..