عندما هاجر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى المدينة، واستقرّ فيها وجد أنّ الكثير من النّاس فيها وخصوصًا التّجّار يُخسرون الميزان عند البيع، حتّى أنّ رجلاً يدعى أبو جهينة كان عنده مكيالان (صاعان) واحد كبير وآخر صغير يكيل للنّاس بهما، فعند الشّراء يستخدم الكبير وعند البيع يستعمل الصّغير. فنزلت الآية الشريفة: ﴿ وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَو وَّزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3) أَلَا يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4) لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5) يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ [39] .
بعد تلاوة هذه الآيات على مسامع أهل المدينة قال الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) معقّبًا: « خمسٌ بخمس »، فقالوا أيٌّ بأيّ، فقال (عليه السّلام):
1 ـ ما نقض قومٌ العهدَ إلاّ سلّط الله عليهم عدوّهم.
2 ـ وما حكموا بغير ما أنزل الله إلاّ فشا فيهم الفقر.
3 ـ وما ظهرت فيهم الفاحشة إلاّ فشا فيهم الموت.
4 ـ وما طفّفوا الكيل إلاّ مُنِعوا النّبات وأخذوا بالسّنين.
5 ـ وما منعوا الزّكاة إلاّ حُبس عنهم المطر [40] .