قراءة الآيتين من خواتيم سورة البقرة سبب لطرد الشيطان
قراءة الآيتين من خواتيم سورة البقرة سببٌ لطرد الشيطان
عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الآيتان من آخر سورة البقرة، من قرأهما في ليلةٍ كفتاه)؛ رواه البخاري برقم (3786)، ومسلم (807).
وقيل معناه: كفتاه ما حصل له بسببهما من الثواب عن طلب شيء آخر، وكأنهما اختصتا بذلك؛ لما تضمنتاه من الثناء على الصحابة، بجميل انقيادهم إلى الله، وابتهالهم ورجوعهم إليه، وما حصل لهم من الإجابة إلى مطلوبهم.
وقال النووي: ما نصه: قيل: معناه كفتاه من قيام الليل.
وقيل: من الشيطان.
وقيل: من الآفات، ويُحتمل من الجميع، هذا آخر كلامه، واقتصر النووي في "الأذكار" على الأول والثالث نقلًا.
قلت ـ أي: الحافظ ابن حجر: ويجوز أن يُراد الأولان؛ انتهى.
وعلى هذا: فأقول: يجوز أن يُراد جميع ما تقدم، والله أعلم.
والوجه الأول ورد صريحًا، من طريق عاصم، عن علقمة، عن أبي مسعود رفعه: (من قرأ خاتمة البقرة؛ أجزأت عنه قيام ليلة)[1].
ويُؤيِّد الرابع: حديث النعمان بن بشير رفعه: (إن الله كتب كتابًا، وأنزل منه آيتين خَتَمَ بهما سورة البقرة، لا يُقرآن في دار، فيَقربُها الشيطان ثلاث ليالٍ)؛ أخرجه الحاكم[2].
وفي حديث معاذ لَما أمسك الجني: (وآية ذلك لا يَقرأ أحدٌ منكم خاتمة سورة البقرة؛ فيدخل أحدٌ منها بيته تلك الليلة)؛ أخرجه الحاكم أيضًا[3]؛ اهـ.
قلت: والقول بشموليَّة الحديث لكل ما تقدَّم من المعاني، هو الأقرب، وبه قال جمعٌ، والله أعلم.