قراءات
قد ظل ممسكاً عن الأذان، حتى قدم عمر بن الخطاب بلاد الشام، فلقي بلالاً رضوان الله عليه، بعد غياب طويل، وكان عمر شديد الشوق إليه، عظيم الإجلال له، حتى إنه كان إذا ذكر الصديق أمامه يقول: «إن أبا بكر سيدنا وهو الذي اعتق سيدنا» (يعني بلالاً رضوان الله عليه).
وهناك عزم الصحابة على بلال أن يؤذن في حضرة الفاروق، فما إن ارتفع صوته بالأذان، حتى بكى عمر، وبكى معه الصحابة، حتى اخضلت اللحى بالدموع، فلقد أهاج بلال أشواقهم إلى عهود المدينة المنورة، سقياً لها من عهود.
ولقد ظل داعي السماء يقيم في منطقة «دمشق» حتى وافاه الأجل المحتوم، فكانت امرأته تعول إلى جانبه في مرض الموت، وتصيح قائلة: واحزناه، وكان هو يفتح عينيه في كل مرة ويجيبها قائلاً: وافرحاه..
ثم لفظ أنفاسه الأخيرة وهو يردد:
غداً نلقى الأحبة.. محمداً وصحبه
غداً نلقى الأحبة.. محمداً وصحبه.
من كتاب «صور من حياة الصحابة» - للدكتور عبدالرحمن رأفت الباشا
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|