يؤكد علماء الدين والاجتماع، أهمية دور المرأة فى عملية بناء الوعى، كركيزة أساسية فى مختلف النواحى، باعتبارها صانعة الرجال، من خلال تصحيح المفاهيم للأبناء والنشء، موضحين أن هذا الدور هو بمثابة درع واقية ضد المؤثرات السلبية الخارجية ذات التأثير المباشر والقوى فى تكوين شخصية النشء، مثمنين دورها الكبير فى بث القيم الأخلاقية والدينية فيهم.
الدكتور عبدالفتاح عبدالغنى العوارى،
العميد الأسبق لكلية أصول الدين بالأزهر،
عضو مجمع البحوث الإسلامية،
يقول إن الشريعة الإسلامية أحاطت
المرأة بسياج منيع، نظرا لما لها من
دور فعال فى استقرار الأسرة،
مما يؤدى إلى استقرار المجتمع،
لأنها -أما كانت أو أختا أو زوجة أو بنتا-
تمثل مصنع الرجال، الذين يحملون
مسئولية النواحى التعليمية والتربوية
والفكرية والاقتصادية والسياسية،
إذ هم صنع أمهاتهم، ولما كانوا
يحملون الراية من بعدنا فى شتى
مناحى الحياة؛ كلف الإسلام الأمهات
مسئولية الرعاية والعناية والحماية لهم،
وحفظ عقولهم، وتنشئتهم تنشئة سوية:
بدنًا وروحًا.
مسئولية كبيرة؟
ويوضح أن مسئولية المرأة عموما
والأمهات خصوصا فى بناء وعى الأبناء
كبيرة، انطلاقا من حديث النبى
صلى الله عليه وسلم:
«كُلُّكُمْ رَاعٍ ومَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ؛
فَالإِمَامُ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ،
والرَّجُلُ فى أهْلِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ
عن رَعِيَّتِهِ، والمَرْأَةُ فى بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ
وهى مَسْئُولَةٌ عن رَعِيَّتِهَا، والخَادِمُ
فى مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ
عن رَعِيَّتِهِ، والرَّجُلُ فى مَالِ أبِيهِ
رَاعٍ وهو مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ،
فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ».
ويكشف أن فى هذا الحديث دلالة
على توزيع المسئولية، وبيان أن
مسئولية المرأة فى بيتها وولدها
حتمية، فمتى تخلت عن تلك المسئولية
المتمثلة فى بناء الوعى الرشيد
والأمن الفكرى، ستقدم للمجتمع
أعضاء غير صالحين، فعلى المرأة
أن تعى هذا المقصد الشرعى الذى
يمثل ضرورة من الضرورات
الواجب المحافظة عليها.
ويضيف: عليها كذلك -مهما تشتد
بها الظروف أو تواجه من الخلافات
داخل البيت- فعليها ألا تفرط فى حق
رعايتها أبناوها وبناء الوعى الرشيد
وغرس قيم الحب والوفاء والإخلاص
للوطن الذى يعيشون فيه، فإنها
إن فعلت ذلك عظم قدرها وعلا
شأنها وطابت حياتها وحسنت عاقبتها
فى الآخرة، قال تعالى:
«مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى
وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ
مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»،
وحسنًا ما تصنعه دولتنا من رصد
المكافآت وفتح باب التسابق لاختيار
الأم المثالية كل عام، وتكريمهن من
أجل ما قدمن للوطن والمجتمع
من أبناء بررة وصالحين.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى حسـن