حركة أنصار الله (كانت تسمى بحركة الشباب المؤمن)، هي حركة إسلامية سياسية شيعية زيدية مسلحة متحالفة مع إيران ضمن الصراع الإيراني السعودي بالوكالة، ظهرت في محافظة صعدة شمال اليمن في التسعينيات، وتتخذ منها مركزاً رئيسياً لها. عرفت إعلامياً وسياسياً باسم الحوثيين نسبة إلى مؤسسها بدر الدين الحوثي الزعيم الديني للحركة.
تأسست الحركة عام 1992 نتيجة شعور أتباعها بأن الحكومة اليمنية تقوم بالتهميش والتمييز ضد الهاشميين. عرف عن إنتماء قادة الحركة وأعضائها إلى المذهب الزيدي؛ حيث يعتقد الشيعة الزيدية أن الحاكم يجب أن يكون هاشميا من نسل أهل البيت، وتقاد الحركة من قبل شخصيات هاشمية زيدية كاريزماتية وتستلهم وجودها من التراث الهاشمي الزيدي اليماني، ولا تعتبر الحركة نفسها تحدياً للحكومة اليمنية ولا مظهر محلي من مظاهر الهلال الشيعي العابر للقوميات. وقائد الحركة حالياً هو عبد الملك الحوثي ابن مؤسس الحركة بدر الدين الحوثي.
تشمل الأهداف المعلنة للحركة مكافحة التخلف الاقتصادي والتهميش السياسي للهاشميين في اليمن مع السعي إلى مزيد من الحكم الذاتي للمناطق ذات الأغلبية الحوثية في البلاد، حيث كان الأئمة الزيديين هم المسيطرين علي حكم اليمن لمئات السنين حتي ثورة 26 سبتمبر اليمنية عام 1962م، والتي أنهت المملكة المتوكلية وتحولت إلي الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية . بدعم من مصر خلال حكم جمال عبدالناصر والقوميين العرب. كما يزعمون أنهم يدعمون جمهورية غير طائفية أكثر ديمقراطية في اليمن. جعل الحوثيون محاربة الفساد محور برنامجهم السياسي.
تستقطب جماعة الحوثي أتباعها الشيعة الزيديين في اليمن من خلال الترويج للقضايا السياسية والدينية الإقليمية في وسائل إعلامها، بما في ذلك نظرية المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية الشاملة و «التواطؤ» العربي. في عام 2003 ، أصبح شعار الحوثيين «الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة علي اليهود، النصر للإسلام» العلامة المميزة للجماعة.
علاقة الحوثيين معقدة مع المسلمين السنة في اليمن. قامت الحركة بالتمييز ضد السنة لكنها جندتهم وتحالفت معهم. تحت قيادة حسين بدر الدين الحوثي، ظهرت الجماعة كمعارضة للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، الذي اتهموه بالفساد المالي الهائل وانتقدوا دعمه من السعودية والولايات المتحدة على حساب الشعب اليمني وسيادة اليمن. مقاومة لأمر صالح باعتقاله، قُتل حسين بدر الدين الحوثي في صعدة عام 2004م مع عدد من حراسه من قِبَل الجيش اليمني، مما أشعل فتيل تمرد الحوثيين في اليمن منذ ذلك الحين باستثناء فترة قصيرة، قاد الحركة أخوه عبد الملك الحوثي. واشتد القتال في اغسطس اب عندما شن الجيش عملية الارض المحروقة. ودخلت السعودية الصراع في نوفمبر 2008م عندما سيطر المتمردون الحوثيون على بعض الاراضي على حدودها.
شارك الحوثيون في ثورة 2011 اليمنية من خلال المشاركة في احتجاجات الشوارع والتنسيق مع جماعات المعارضة الأخرى، وانضموا إلى مؤتمر الحوار الوطني في اليمن كجزء من مبادرة مجلس التعاون الخليجي للتوسط في السلام بعد الاضطرابات، ومع ذلك، رفض الحوثيون لاحقًا بنود اتفاق نوفمبر 2011 لدول مجلس التعاون الخليجي التي تنص على تشكيل ست مناطق اتحادية في اليمن، زاعمين أن الصفقة لم تُصلِح بشكل أساسي الحكم وأن الفدرالية المقترحة «قسمت اليمن إلى مناطق فقيرة وغنية». كما خشي الحوثيون من أن الصفقة كانت محاولة سافرة لإضعافهم من خلال تقسيم المناطق الواقعة تحت سيطرتهم بين مناطق منفصلة. في أواخر عام 2014 أصلح الحوثيون علاقاتهم بالرئيس الأسبق علي عبد الله صالح، وبمساعدته سيطروا على العاصمة وجزء كبير من الشمال. وفقا للأمم المتحدة فقد أدت الحرب الأهلية اليمنية بين الحوثيين المدعومون من إيران والحكومة الشرعية المدعومة من السعودية ودول الخليج لمقتل أكثر من 377 الف شخص بينهم عشرات الالاف من الأطفال بحلول عام 2021م، مما يجعل اليمن بها أسوا أزمة إنسانية في العالم.
صنفت المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وماليزيا جماعة الحوثيين على أنها «منظمة إرهابية»، وفي ديسمبر 2020 ذكر بعض المسؤولين الأمريكيين عزم الولايات المتحدة تصنيف الحوثي كمنظمة إرهابية. وصُنِّفَ الحوثيين كمنظمة إرهابية في 11 يناير 2021 من قبل الولايات المتحدة الأمريكية على لسان وزير خارجيتها مايك بومبيو ولقي ذلك ترحيب واسع من قبل دول التحالف بقيادة السعودية والحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.
خلفية
الأسس الفكرية
طالع أيضًا: زيدية
شعار خطي تستخدمه أنصار الله مع نص قرآني: "يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله".
لا ينكر الحوثيين هدفهم الرئيسي باعادة احياء الإمامة/الخلافة في اليمن ويرون جواز ان يكون رئيس/حاكم الدولة ليس هاشمي لكن الإمام/الخليفة يجب ان يكون هاشمي حسب معتقدهم. فجميع اعمالهم مستمدة من تاريخ الأئمة الرسيين الهاشميين الذين حكموا اليمن الف سنة.
مسلحي الحوثيين يحتجون علي الضربات الجوية التي شنها التحالف الذي تقوده السعودية على صنعاء في سبتمبر / أيلول 2015
تسبب الفقر وظلم الحكومة اليمنية لسكان صعدة والقصف العشوائي على المدنيين خلال حروب الحوثيين الخمسة التي بدأت في يونيو عام 2004م بازدياد اعداد انصار الحوثيين وانضمام اعداد كثيرة من السكان والقبائل والمقاتلين لتنظميات الحوثي المسلحة بسبب الظلم الذي تعرضوا له وفقدانهم اقرباءهم أو افراد من قبائلهم.
تاريخيا الزيدية اسم يطلق على مذاهب مختلفة (المطرفية، السالمية، القاسمية، المؤيدية، الصالحية، البترية، السليمانية، الناصرية، الجارودية، الحريرية والهادوية...) وجميعها تتبنى فكرة الخروج على الحاكم الظالم ولم يبقى من المذاهب الزيدية سوى الهادوية في شمال اليمن تؤمن قيادة الحوثيين الممثلة بأسرة الحوثي بفكرة حصر الإمامة في البطنين (الهاشميين ذرية الحسن والحسين) ويحاول قادة الحوثيين نشر فكرهم المذهبي مع نشر بعض الاعياد الشيعية عيد الغدير وذكرى عاشوراء الغير مألوفة في اليمن تحت مسمى الزيدية, ويرى قادة الحوثيين ان قسم كبير من الزيود (الزيدية القبلية) أصبحوا وهابية وخرجوا عن المذهب الزيدي الهاشمي.
يتخوف قادة الحوثيين من تقلص نفوذ الهاشميين والمذهب الزيدي وانتشار المذهب الحنابلي (الوهابية) بين الزيود في اليمن ويرون انه فكر ضال تكفيري يتعارض مع اساس فكرة مذهبهم القائمة على فكرة الخروج على الحاكم الظالم ويبيح قتل النفس عبر العلميات الانتحارية, علما ان فتاوى العمليات الانتحارية وفتوى عدم الخروج على الحاكم الظالم هي فتاوى معاصرة لمشايخ مصريين وسعوديين وليست لها علاقة بالمذهب الحنابلي.
حسين بدر الدين الحوثي
تأثرت حركة الحوثيين بأطروحات بدر الدين الحوثي وهو أحد فقهاء المذهب الزيدي المناهض للمذهب الحنابلي في اليمن، وكان قد ألف عددا من المؤلفات يتطرق لأفكارهم بالنقد وتحديدا على أحد أعلام الحنابلة في اليمن مقبل الوادعي. ويقول محمد بدر الدين الحوثي:
حوثيون نحن لب الزيدية عقيدة وفكراً وثقافة وسلوكاً. ونسبة الزيدية إلى الإمام زيد بن علي عليه السلام هي نسبة حركية وليست نسبة مذهبية كما هي بالنسبة لأتباع الإمام الشافعي وغيره من أئمة المذاهب. ومن ادعى أننا خارجون عن الزيدية سواء بهذا المفهوم الذي ذكرناه أو غيره، فعليه أن يحدد القواعد التي من خلالها تجاوزنا المذهب الزيدي وخرجنا عنه ولكن بمصداقية وإنصاف. أما من يدعي أننا إثنا عشرية فهو جهل واضح لأن لكل مذهب أصولاً وقواعد تميزه عن المذاهب الأخرى، ومن لم ينطلق من تلك الأصول والقواعد فليس تابعاً لذلك المذهب، وإن كان هناك قواسم مشتركة بيننا وبين الإثنا عشرية فهي موجودة كذلك بيننا وبين بقية المذاهب كلها. فالذي يرى أننا اثنا عشرية بمجرد إقامة عيد الغدير، أو ذكرى عاشوراء أو نحو هذا فهو جاهل ومغفل لا يستحق النقاش معه حوثيون
سافر بدر الدين الحوثي إلى طهران وأقام بها عدة سنوات وتأثر بالخميني والنموذج الإيراني واعتقد بإمكانية احياء الخلافة/الإمامة الزيدية في اليمن.
اتهم عدد من فقهاء الزيدية (منهم مؤسسون لحركة الشباب المؤمن) الحوثيين بالخروج عن المدرسة الزيدية واستيراد بعض بدع الإثنا العشرية أو أنهم زيدية متطرفون وهو اتهام تشاركهم فيه الحنابلة المعادية للحوثيين. ذلك أن الحكومة اليمنية لجأت لتبرير حربها دينيا. اتهمهم محمد بن عبد العظيم الحوثي بأنهم «مارقين وملاحدة وليسوا من الزيدية في شيء» وحكم عليهم بالردة والخروج عن ماوصفه «بمذهب آل البيت» رد الحوثيون على هذه الاتهامات وقالوا أن الفقهاء الزيدية المعارضين لتوجهاتهم علماء سلطة.
الحكومة اليمنية وحلفائها أرادت صبغ الصراع بصبغة طائفية لتلقي الدعم المالي والمعنوي من دول مجاورة لتصوير الصراع كجزء من حرب إقليمية. وتهديد للأمن العالمي، للتغطية على جهود الحكومة الضئيلة والمتقطعة في مواجهة التنظيمات الإرهابية، يلجأ النظام اليمني وحلفائه لتصوير أعدائهم المحليين كتهديد للعالم. الحوثيين زيدية وليسو على المذهب السائد في جمهورية إيران الإسلامية ولا جنوب لبنان. ونفى يحيى بدر الدين الحوثي في لقاء صحفي الاتهامات عن مطالبهم بإعادة الإمامة الزيدية في حوار مع صحيفة ألمانية:
حوثيون لقد ولت تلك الأيام. نحن نريد وقف الحرب. لكننا لا نريد ديكتاتورية. صالح حكم البلاد لمدة 30 عاما، فهل هذه جمهورية؟ نحن نريد دولة القانون التي تضمن أيضا حقوق الأقليات حوثيون
وعن إنتمائهم الإثنا عشري المزعوم:
حوثيون هذه بروباغندا. نحن زيدية ومايجمعنا بالإثنا عشرية في إيران قليل، صالح يكرر هذه التهمة لخلق هلع عالمي وجلب دعم أعداء إيران ولتشتيت الإنتباه عن ماتقوم به السعودية في اليمن حوثيون
صرح يحيى الحوثي أحد قادة حركة انصار الله ان الحوثيين زيدية المذهب وليسوا إثني عشرية كما يروج الاعلام، وقال انهم لا يؤمنون ب12 امام معصوم ولا بالمهدي الامام الغائب الذي هو الركن الأساسي بالطائفة بالإثنا عشرية الشيعية ولا يؤمنون بنزول عيسى. وانهم يرفضون زواج المتعة والقدح بالصحابة وبالنسبة لهم إقامتهم عيد الغدير وذكرى عاشوراء لا تعني انهم اثني عشرية.
وبالرغم من نفيهم تهمة الطعن في الصحابة فقد ظهر زعيمهم السابق حسين بدر الدين الحوثي في لقاء مصور تحدث فيه عن الخليفة عمر بن الخطاب قائلاً:
حوثيون كل بلية إصيبت بها هذه الأمة، كل انحطاط وصلت اليه هذه الأمة، كل كارثة مرت بهذه الأمة بما فيها كربلاء، ان المسؤول الأول عنها عمر ... حوثيون
وفي أحد الدروس التي القاها حسين بدر الدين الحوثي والمنشورة بموقع هُدى القران التابع للحوثيين يقول:
حوثيون معاوية سيئة من سيئات عمر، أنا في اعتقادي، ما معاوية بكله إلا سيئة من سيئات عمر بن الخطاب، أبو بكر هو واحدة من سيئاته، عثمان واحدة من سيئاته، معاوية واحدة من سيئاته, كل سيئة في الأمة هذه، كل ظلم وقع على الأمة، وكل معاناة الأمة وقعت فيها المسؤول عنها أبو بكر وعمر وعثمان، عمر بالذات لأنه هو المهندس للعملية كلها حوثيون
أسباب الظهور
طالع أيضًا: التجمع اليمني للإصلاح
بعد قيام الجمهورية اليمنية هُمِشَ الهاشميين الذين حكموا اليمن الف سنة وأُقْصِيَ الهاشميين من كافة المراكز الحساسة بالدولة ونسي مذهبهم الزيدي، العديد من الشباب من خلفية قبلية زيدية اعتنق المذهب السني، خشي بدر الدين الحوثي من انقراض مذهب الهاشميين الزيدية نتيجة عدم وجود مدارس دينية زيدية باليمن. خلال هذه الفترة، كانت الزيدية في أضعف حالاتها من قرنين تقريباً إذ كان شمال اليمن قد تخلص لتوه من المملكة المتوكلية اليمنية وقد كانت دولة ثيوقراطية. جاء الرد في التسعينات بتأسيس حزب الحق لمقاومة المذهب الحنابلي سياسياً وحركة الشباب المؤمن بقيادة حسين بدر الدين الحوثي، التنظيم الثاني مختلف عن حزب الحق السياسي كثيراً لإنه ركز على جلب بعض النشاط الزيدي إجتماعيا ودينيا في المنطقة، فبنوا المدارس الدينية التي اسموها المعاهد العلمية في صعدة والجوف وصنعاء بأموال الصدقات والزكاة السنوية التي تجمع من سكان صعدة وأعادوا طباعة مؤلفات بدر الدين الحوثي وأقاموا المخيمات الصيفية للطلاب بل بنوا مدارس داخلية كذلك. أصبحت المخيمات الصيفية تحديدا شعبية وبالذات بين القيادات القبلية من خولان وبكيل ـ الذين أرسلوا أبنائهم إليها المخيمات الصيفية لم تكن تعليمية بل قضى الأطفال والمراهقين جل وقتهم بممارسة أنشطة مختلفة وهو ماجعل العديد من العائلات ترسل أبنائها إليها. والشافعية في اليمن هم معظمهم أشعرية وصوفية، وبرغم إختلافهم مع الزيدية التقليديين، والعديد من رجال الدين الشافعية كانوا يحظون برضا الإمام الذي كان مهتما بالحفاظ على ملكه أكثر من ترويج الزيدية. سقوط المملكة المتوكلية اليمنية لم يكن متعلقا بأسباب طائفية، فأول ثورة ضدها كانت ثورة الدستوروقادها زيدي يدعى عبد الله الوزير. لذلك، فإن التوتر الطائفي في اليمن يعود لظهور اسرة ال الحوثي والقاعدة دعاة المذاهب والطوائف في اليمن.
أنصار الله
يطلق الحوثيون على انفسهم تسمية أنصار الله نسبةً للآية القرآنية ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ١٤﴾ [الصف:14]، وتعتبر جماعة الحوثي أكبر مليشيا مسلحة في اليمن والجزيرة العربية كلها ويقدر عدد أفراد مليشيا جماعة الحوثي بـ300 ألف فرد ومعفلهم الرئيسي في صعدة هي معقلهم الرئيسي لكنهم تمددوا إلى عمران ثم صنعاء.
الدعم الإيراني
محتجون حوثيون في 2015.
اتهمت الحكومة السعودية إيران بدعم جماعة الحوثيين والتدخل في الشأن الداخلي اليمني وزعزعة استقرار البلاد وأعلنت السلطات اليمنية في عام 2009 ضبطها لسفينة إيرانية محملة بالأسلحة لدعم الحوثيين نفت طهران الاتهامات ووصفت تصريحات الحكومة اليمنية بالكاذبة والمسئية على حد تعبير بيان السفارة الإيرانية بصنعاء فيما صرح عدد من رجال الدين الشيعة مثل مقتدى الصدر بدعمه للحوثيين ودعا وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي إيران إلى التوقف عن دعم الحوثيين في 13 ديسمبر 2009 تحدث الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي عن تدخل إيراني في اليمن والقبض على خلايا تابعة لها في صنعاء أثناء زيارته للولايات المتحدة في سبتمبر 2012 وأعاد رئيس الأمن القومي اليمني الجنرال علي حسن الأحمدي الاتهامات لطهران بدعم الحوثيين عسكرياً أواخر العام 2012 متهما طهران بمحاولة إيجاد موطئ قدم لها في اليمن
حتى اللحظة لم تقدم الحكومات اليمنية سواء بقيادة عبد ربه منصور هادي دليلا قاطعاً بشأن التدخل إذ أعلنت الحكومة اليمنية عدة مرات عن إعتقالها لجواسيس إيرانيين ولم تقدم أي منهم لمحاكمة علنية أو تعلن أسمائهم وعندما ظهرت مطالبات تقديمهم للعلن، أعلنت الحكومة اليمنية أنه أُفْرِّج عنهم جددت الحكومة اليمنية تأكيداتها بشأن الدعم الإيراني للحوثيين وضبطها لقوارب إيرانية محملة بأسلحة ومتفجرات وصواريخ مضادة للطائرات إليهم في ثلاثة وعشرين يناير 2013. وقال وزير الداخلية اليمني السابق عبد القادر قحطان - ينتمي لحزب التجمع اليمني للإصلاح - أن السفينة قادمة من إيران وتحمل 48 طن من الأسلحة والمتفجرات وأن السلطات الأمنية تستكمل التحقيق مع طاقم السفينة وقد تقدم اليمن بطلب لمجلس أمن الأمم المتحدة للتحقيق في القضية واستجاب مجلس العقوبات في المجلس للطلب المقدم وفقاللجزيرة نت. ولم يصدر عن الأمم المتحدة أي قرار أو بيان بهذا الخصوص. وقد قال جيفري فيلتمان، مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى عام 2009:
حوثيون العديد من أصدقائنا وشركاؤنا حدثونا عن تدخل خارجي لدعم الحوثيين, وسمعنا عن نظريات عن دعم إيراني لهم ..لأكون صادقا معكم، نحن لانملك مصادر مستقلة عن أي من هذا حوثيون
استفادت إيران من هذه المزاعم للاستمرار في البروباغندا السياسية عن قدراتها الإستخباراتية وتوغلها في المنطقة. ولكن لازال معظم المختصين يؤمنون أن قضية صعدة محلية في النهاية. إذ لم تقدم حكومة علي عبد الله صالح وخلفه عبد ربه منصور هادي ولا حزب التجمع اليمني للإصلاح والسعودية من خلفهم، دليلاً واحداً قاطعاً على تدخل من طهران لدعم الحوثيين ففي هذا قفز وتجاوز على المظالم الإقتصادية والإجتماعية التي يعاني منها اليمنيين. وموضوع التدخل الخارجي لدعمهم أصبح أداة لتصفية حسابات سياسية، فالرواية السائدة أنهم مدعومون من إيران ولكن أضافت السعودية داعماً جديدا لهم عام 2014 وهي دولة قطر. قائلة أن لديهم وثائق تثبت هذا الدعم. أما عدوهم المحلي وهو حزب التجمع اليمني للإصلاح، فقد غير روايته للأحداث أكثر من مرة خلال معارك ميليشاته مع الحوثيين عام 2013 - 2014. ان الإعلام الرسمي الإيراني متعاطف مع الحوثيين طهران سعيدة بالظهور كمدافع عن الشيعة حول العالم ومنهم الحوثيون الزيدية وهو مايساعد النظام داخلياً. الأمر الوحيد الذي لم تجده أطراف مستقلة مهتمة بهذا الشأن هو الدليل. لم يظهر المتمردون اليمنيون أية أنواع من القدرات المستخدمة من قبل اطراف دعمتهم إيران مثل حزب الله وحماس وميليشيات عراقية معينة. الحوثيين ليسوا بحاجة إلى السعي للحصول على أسلحة خفيفة من إيران، لأن مثل هذه الأسلحة متوفرة بسهولة في اليمن. وربما يتلقون الدعم اللوجستي من إيران
ينفي الحوثيون اتهامات الحكومة اليمنية, وقال يحيى الحوثي في لقاء مع صحيف ألمانية أن النظام اليمني يستعمل إيران لصرف الإنتباه عنالدور السعودي في اليمن وقال في مقابلة أخرى بشأن علاقتهم بإيران:
حوثيون كان صالح يردد هذه التهمة كثيرا، لجلب دعم أعداء إيران، وقد كان نظام إيران هو الأخر يحاول أن يستثمر تلك الادعاءات بأسلوب سياسي قذر، ولكن الحقيقة الثابتة هي أن نظام إيران لم يدعم حركتنا، بل بالعكس فهو يتآمر علينا قريبا من تآمر السعودية حتى الآن وعناصره لا تزال تمارس بث الإشاعات المغرضة في محاولات فاشلة للتفريق فيما بيننا، وأنا أتهمه شخصيا بالإشتراك في محاولة تسفيري من سوريا وتسليمي لعلي صالح في العام 2008 حوثيون
أشارت برقية ويكيليكس الموسومة (09SANAA2186) إلى إمداد الجيش اليمني للحوثيين بالسلاح. وفقا لتقرير مجموعة الأزمات الدولية، فإن رئيس جهاز الأمن القومي تحدث قائلاً:
«إيران لا تسلح الحوثيين فأسلحتهم يمنية معظمها قادم من المقاتلين الذين حاربوا الإشتراكيين عام 1994 ومن ثم بيعت للحوثيين»
ومحمد عزان الذي انشق عن الشباب المؤمن قال:
«الحوثيون يحصلون على أسلحتهم بسهولة في اليمن، في أرض المعركة أو عبر ضباط فاسدين في الجيش»
ذلك لإن المؤسسة العسكرية اليمنية كانت منقسمة من بدايات الألفية الجديدة، وأستاء نافذون مثل الجنرال علي محسن الأحمرمن رغبة علي عبد الله صالح تقوية مركز ابنه أحمد على حسابهم. فتكون جيشان في اليمن، الحرس الجمهوري اليمني بقيادةأحمد علي عبد الله صالح وجيش آخر موال لعلي محسن الأحمر. أراد علي عبد الله صالح التخلص من منافسه الأحمر عن طريق إحراقه في حروب ضد الحوثيين، وبذلك يتخلص من الحوثيين ومن الأحمر في وقت واحد، فكانت ألوية من الحرس الجمهوري اليمني تمد الحوثيين بالسلاح سراً ليستطيعوا مقاومة قوات علي محسن الأحمر. حتى صادق الأحمر الذي جمع مقاتلين من قبيلته حاشد للقتال ضد الحوثيين إعترف أن علي عبد الله صالح كان يريد إنهاكهم عن طريق زجهم في حروب ضد الحوثيين «لضرب عصفورين بحجر» على حد تعبيره. كل مايتم جر دول أخرى إلى النزاع كلما كان حل المشكلة أصعب، على الحكومة اليمنية التركيز على الإعمار وإضفاء الشرعية على المنتمين الحوثيون كممثلين سياسيين، وإلا فإن التوترات ستظل مستمرة مالم تقم الحكومة اليمنية بشرعنة الوجود الحوثي وإعتبار الزيدية جزء متمم ومميز للهوية اليمانية وفقا لباراك سالموني أستاذ مشارك في شؤون الأمن الدولي في كلية الشؤون الأمنية الدولية بجامعة الدفاع الوطني بواشنطن. ومؤلف كتاب النظام والهوامش في شمال اليمن : ظاهرة الحوثيين الصادر عن مؤسسة راند للنشر عام 2010.
هذا لا يعني تجاهل مزاعم التدخل الإيراني بالكلية، فالدوافع الإيرانية موجودة. وفقا لنيويورك تايمز، فإن بعض المسؤولين الأميركيين الذين وصفوا مزاعم التدخل الإيراني بالبروباغندا، يؤمنون حالياً (عام 2012) أن هناك دعم إيراني مادي محدود. وتحدث مسؤول أمريكي وهندي للنيويورك تايمز أنهم اعترضوا شحنة مرسلة من فيلق القدس التابع لللحرس الثوري الإيراني وأن الأسلحة الكلاشينكوف وغيرها كانت على متن عبارة انطلقت من مصر وتركياوتوقفت في عدن، ووفقا للصحيفة فإن الشحنة كانت مرسلة لرجل أعمال لم تسميه مقرب من الحوثيين. الحكومة اليمنية اتهمت إيران بالوقوف خلف شحنات الأسلحة عامي 2012 - 2013، ولكن لا دليل قُدم إلى الرأي العام. مدى هذا التدخل لا يزال غير معروفا فوفقا للصحيفة، العديد من المسؤولين اليمنيين والمحللين السياسيين يقللون من تأثير أي شحنة للأسلحة على النزاع، مستشهدين بتاريخ طويل من المزاعم المشبوهة من قبل السعودية وعملائها داخل اليمن. وفقا لمحللين لم تشر إليهم الصحيفة، فإن اليمن قد تكون مفيدة لإيران للرد على أي فعل إسرائيلي بقصف المنشآت النووية الإيرانية. وبالنسبة للمملكة السعودية، فالصحيفة اقتبست تحليل أحد وجوه الحركة الإنفصالية بجنوب اليمن الذين تتهمهم الحكومة اليمنية بتلقي دعم إيراني مزعوم كذلك، أن الحوثيين وكلاء لإيران للضغط على السعودية ودول الخليج.
تشير الصحيفة كذلك لتقارير في الصحافة العربية واليمنية ولكنها تقول أنه يتم تجاهلها بشكل كبير في اليمن نظرا لإنها صادرة عن علي عبد الله صالح وعملاء السعودية داخل البلاد. مشيرة أن هولاء اليمنيين الذين يقللون من قيمة هذه المزاعم يستشهدون بتاريخ سعودي طويل في دعم وتسليح فصائل مختلفة داخل بلادهم. مسؤول أمني يمني كبير قال للصحيفة أنه أُخطر عن الدعم الإيراني من جون برينانرئيس وكالة الإستخبارات المركزية وأن هذا كان السبب الوحيد بالنسبة له لتصديق المزاعم. محلل سياسي يمني أخبر يمن تايمز أن الحوثيين يحظون بدعم شعبي كاف ولا حاجة تدفعهم لتلقي دعم من إيران ولا توجد دلائل كافية تثبت هذا الدعم. مسؤول أميركي أخبر نيويورك تايمز أن الحوثيين قوة مقاتلة قادرة وقد لا يكونون بحاجة لدعم إيراني، ولكنهم لن يرفضوه إن أتاهم. بغض النظر عن صحة أو خطأ مزاعم الدعم الإيراني، تقول الصحيفة أن هذه المزاعم أُخذت باعتبارها كتابا مقدساً عند المقاتلين «السنة» بشمال اليمن، وهو مايزيد المخاوف من حرب بالوكالة تخوضها إيران والسعودية في اليمن.
وفقا لخالد فتاح وهو باحث يمني غير مقيم في معهد كارنيغي ومحاضر زائر بجامعة لوند السويدية، هناك دول لديها الكثير من الغاز والبترول تشتري ولائات فرقاء اليوم وحلفاء الأمس القريب في البلد الممزق قبليا وطائفيا ومناطقيا على مختلف الأصعدة، وإيران ليست أحدهم داعيا تلك الدولتين للإتفاق حول اليمن على الأقل حتى يتوقف عملائهم اليمنيون عن الإقتتال فيما بينهم. مشيرا إلى أن التأثير السعودي على اليمن باق ولا بوادر في المستقبل القريب لتوقفه. عكس دول عربية أخرى حيث الخلاف السياسي هو بين قوميين وميالين لليسار ويمينيين إسلاميين، الصراع في اليمن بين مراكز القوى أكثر ضبابية فهو ليس خلاف فكري سياسي بل تنافس للحظوة بشرف العمالة للاعب الأجنبي.
الإعلام
يملك الحوثيون مصادر إعلامية متنوعة ومواقع إلكترونية، ومحطات أهمها قناة المسيرة الفضائية.
يتبـع
أخى الحبيب ومديري رهيف أقدم لك أجمل عبارات الشكر والامتنان من قلب فاض بالمحبة والمودة والاحترام والتقدير
أقدم التحيّات أجملها وأنداها أرسلها لك بكلّ الودّ والحب والإخلاص شاكرًا لك على كل ما قدمت لي من تهنئة واللوك الجميل
من قلب محب للجميع