و لا تكن من الغافلين ...
و لا تكن من الغافلين .
{ و لا تكن من الغافلين } الأعراف .
الغافلين عن ذكر الله .
لا بالشفة و اللسان ، و لكن بالقلب و الجنان ..
الذكر الذي يخفق بع القلب ، فلا يسلك صاحبه طريقا
يخجل أن يطلع عليه الله فيه ، و يتحرك حركة يخجل أن يراه
الله عليها .. و لا يأتي صغيرة أو كبيرة إلا و حساب الله فيها ..
فذلك هو الذكر الذي يرد به الأمر هنا ، و إلا فما هو ذكر الله ،
إذا كان لا يؤدي إلى الطاعة و العمل و السلوك و الاتباع .
أذكر ربك و لا تغفل عن ذكره ،
و لا يغفل قلبك عن مراقبته ..
فالإنسان أحوج إلى أن يظل على اتصال بربه ،
ليتقوى على نزغات الشيطان " و إما ينزغنك من الشيطان نزغ
فاستعذ بالله إنه سميع عليم " .
إنه ليس العلم وحده ، و ليست المعرفة وحدها .
إنه التذكر الدائم و الاستحضار الدائم لجلال الله – سبحانه –
و مراقبته في السر و العلن ، و في الحركة و السكينة ،
و في العمل و النية .
و إنما ذكر البكرة و الأصيل و الليل ..
لما في هذه الآونة من مؤثرات خاصة يعلم الله
ما تصنع في القلب البشري ، الذي يعلم خالقه فطرته
و طبيعة تكوينه .
إنما هي العبادة و ذكر الله و الاستمداد منه
هي الزاد ، و هي السند ، و هي العون ،
في الطريق الشاق الطويل .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|