قصص_ آية نجاة الإنسان
يقول أبو ذرّ الغفاريّ أنَّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) قال له: « يا أبا ذرّ، من لم يأت يوم القيامة بثلاث فقد خسر، قلت: وما الثّلاث، فداك أبي وأمّي؟ قال: ورع يحجزه عمّا حرم الله (عزّ وجلّ) عليه، وحلم يردّ به جهل السّفيه، وخلق يداري به النّاس. يا أبا ذرّ، إن سرّك أن تكون أقوى النّاس فتوكّل على الله، وإن سرّك أن تكون أكرم النّاس فاتقّ الله، وإن سرّك أن تكون أغنى النّاس فكن بما في يد الله (عزّ وجلّ) أوثق منك بما في يديك. يا أبا ذرّ، لو أن النّاس كلّهم أخذوا بهذه الآية لكفتهم »: ﴿ ... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ﴾ [98] ... يا أبا ذرّ، طوبى لمن تواضع لله تعالى في غير منقصة، وأذلّ نفسه في غير مسكنة، وأنفق مالاً جمعه في غير معصية، ورحم أهل الذّل والمسكنة، وخالط أهل الفقه والحكمة، طوبى لمن صلحت سريرته، وحسنت علانيته، وعزل عن النّاس شرّه، طوبى لمن عمل بعلمه، وأنفق الفضل من ماله، وأمسك الفضل من قوله [99] .
وروي عن أبي ذرّ عن النّبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: إنّي لأعلم آية لو أخذ النّاس بها لكفتهم: ﴿ ... وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ﴾، فما زال يقرؤها ويعيدها. وروي أنَّ رجلاً أسره المشركون فأتى أبوه وهو عون بن مالك الأشجعي إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وذكر له ذلك وشكا إليه الفاقة، فقال له: اتقّ الله واصبر وأكثر من قول « لا حول ولا قوّة إلاّ بالله » ففعل الرّجل، فبينا هو في بيته إذ قرع ابنه الباب ومعه مائة من الإبل قد غفل عنها العدوّ فاستاقه [100] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|