استخدام إسم اﻹشارة هؤﻻء و أوﻻء ..
يأتي إسم الاشارة هؤلاء في مقام البعد ..
أما أولاء فيأتي في مقام القرب
والعجيب أنك تلحظ ذلك في جرس الكلمة ،
(فهؤﻻء) تشبع وتطيل فيها النطق
لوجد سبب المد المنفصل والمتصل ..
بخﻻف (أوﻻء) التي تسرع في نطقها
وهو مايعطي معني القرب .
مثال في قوله تعالي :
(هاأنتم هـؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا
فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة
أمن يكون عليهم وكيﻻ)
النساء 109
فهو هنا يتكلم عن الذين يجادلون عن صاحبهم
الذي ارتكب جريمة السرقة ويدافعون
عنه بالباطل ولذلك يناديهم الله بلفظ البعد
(هاأنتم هـؤلاء ).
وعندما يتحدث عن الفئة التي تبخل عن اﻹنفاق
في سبيل الله في قوله تعالي
(هاأنتم هـؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل
الله فمنكم من يبخل....)
محمد 38
فيستخدم (هؤﻻء) مع مﻻحظة نبرة التهديد ..
وأمثلة أخري كثيرة.
أما كلمة أولاء فقد جاءت في موضعين
في القرآن أولهما في
قوله تعالي :
(هاأنتم أولاء تحبونهم وﻻ يحبونكم
وتؤمنون بالكتاب كله ...)
آل عمران 119
فالخطاب يمدح المسلمين ﻷنهم يؤمنون
بجميع الرسل وﻻ يفرقون بين أحد
منهم وجاءت الهاء للتنبيه
بدون زجر أو عتاب .
وثانيهما في قوله تعالي علي لسان
موسي مخاطبا ربه :
(قال هم أولاء علي أثري
وعجلت إليك رب لترضي)
طه 84 ..
والمقام هنا ليس مقام بعد فهو يقول
أن قومه قريبون منه مكانا ومكانة ،
فهم أتباعه من المؤمنين .
ومن التفاسير الرائعة أن الهاء للتنبيه
فحذفت ﻷن المخاطب هو الله فﻻ
يحتاج سبحانه للتنبيه .
والله أعلم
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|