قصص القران _ العودة إلى الوطن
عندما هاجر الرّسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من مكّة إلى المدينة، في الطّريق عندما وصل إلى الجحفة، تذكّر وطنه مكّة، فهاج الشّوق في قلبه إلى مسقط رأسه، فنزل جبرائيل (عليه السّلام) وقال له: أتحبّ أن ترجع إلى موطنك ومسقط رأسك فقال الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) نعم والله، فقال جبرائيل (عليه السّلام) إنّ المولى يقرؤك السّلام ويقول لك: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَآدُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاءَ بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ ﴾ [48] .
لقد خرج الرّسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من مكّة يرافقه أحد أصحابه على ناقتَيْن إلى المدينة، لكن عندما تحقّق وعد الله (عزّ وجلّ) ورجع إلى مكّة فاتحًا، دخلها ومعه عشرة آلاف من الصّحابة، من المهاجرين والأنصار من الرّجّالة، وأربع مائة فارس على صهوات جيادهم مجهّزين بالعتاد والسّلاح، يحيطون به ويمنعونه من الأذى.
إنّ وعد الله لعباده المخلصين حقّ، فالمولى يفي بفضله وكرمه للمؤمنين ومن أصدق منه قولاً ووفاءً: ﴿ رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [49] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|