(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ♬ قِسـم الشّعـر والخوَاطـر ♬ > ♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬

♬ عَالم القِصـة والروَايـة ♬ ثرثرَة وحُروف وكلِمات كوّنت حكَاية على جدَار الزّمن .

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 11-29-2020
نور القمر غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 751
 اشراقتي ♡ » Jul 2018
 كُـنتَ هُـنا » منذ ساعة واحدة (11:55 PM)
آبدآعاتي » 13,504,265
 تقييمآتي » 2559904
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه k.s.a
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  » 29سنة
الحآلة آلآجتمآعية  » » 😍
تم شكري »  1,917
شكرت » 2,463
مَزآجِي  »  1
мч ммѕ ~
MMS ~
 
افتراضي تمــرد



انكفأ في تعبٍ على وجهه ، فوق أوراقه المتناثرة على المكتب،
و التي ازدحمت بشخصياتٍ و أحداثٍ ، كان هو المحرك لها ، كأنه
يراقصها على حبالٍ ، عُقِدت أطرافُها بأصابعه.
تدحرج من يده القلمُ واستكان كصاحبه في غفوةٍ ، بعد ليلةٍ حافلة
بصراعات شخصياته ، واقتتالهم على صفحات قصته الطويلة .

لم يشعر بخطوات بطله " راكان " الذي تمرد على سطور قصته ،
وخلع معطف الحبر ، و اعتلى صهوة يده في حيرةِ وتأمل ، وشرع
يتفرّسُ في وجه هذا الراقد ، وصمَّ أذنيه عن شخيره المزعج .

تلفّتَ حوله في تعجبٍ ، و أبهره وهجُ هذا المصباح فوق رأسه
كأنه شمس منتصف النهار ،وظلمة المكان كأنها سماءُ البيداء
التي ينتمي إليها .

قفز عن يده إلى منتصف الصفحة الأخيرة ، فانزلقت قدماه على
حبرها ، وشرع يقرأ تلك السطور أسفله .

“وانطلق راكان موجهاً عنان ناقته إلى قبيلة أخوالها ....”

فاغراً فاه في اعتراض ، حين وقعت عيناه على " قبيلة أخوالها"
فتقرفص في مكانه ، ودفن رأسة بين راحتيه ، كأنه يندب حظه .

فكّر ملياً في كلام ِ " عروب " ، حين أخبرته بأن الوصول إلى
مرابعها أمرٌ عسير ، وتلك السطور تؤكد نبوءتها .

كانت حسناء قبيلتها ، حديثها الشعر ، وخطواتها مرور السحاب ،
وعيناها السحر ، وليل شعرها وشت به جارتها ، لبائع ٍ متجول ٍ ،
فصار يضرب به الأمثال .

لقاؤهما عند تلك النبعة مازال يذكره ، حين أنهك الظمأ ناقته ،
وشرب هو من ينابيع عينيها ، ومن يشرب من عين " عروب "
يعود إليها .

قال والدها له : هي لابن عمها منذ الصغر ، والعرب عاداتهم
دستورٌ لا يتغير .
وحين رآها وإياه خلسة - كأنهما نجمتان في غسق الدجى -
أقسم بأن تزف " عروب " عند اكتمال البدر .

بعد أيام ثلاثة ، وشت " عروب " إلى واردة النبع - رفيقتها - بأن
تخبره عن عزمها للرحيل إلى قبيلة أخوالها ، وتجرع مع كلماتها
مرارة القهر ، وبابتسامةٍ خجلى ودعها ..

حدثته نفسه: " سيأتي الفرج "

لم يكن يعلم بأن تحالفه وأخوالها سينقض ، وبأنهم سيعودون
بـ " عروب " إلى مضاربها قبل اكتمال البدر .

بيد أن رؤيا أتته في المنام ، والعاشق يصدق رؤياه ، أخبرته
بأن يوجه عنان ناقته إلى مضارب أهلها .
الحيرة تنهش ذاكرته ، يبحث عن مقصدِ هذا الراقد أمام عينيه ،
ويؤرقه ذاك الهاتف في المنام .
قرر ذات فطنةٍ أن يتبع إحساسه ، وتجاهل كلمات واردة النبع ،
هي أقرب الصديقات ، وهو عاشقٌ ثملُ .

أمسك في صعوبةٍ القلمَ ، وفي الشوط العاشر طمس " قبيلة
أخوالها " ، وخط " قبيلتها " وأتبعها بنقطة .

“وانطلق راكان موجهاً عنان ناقته إلى قبيلتها ".

ثم أكمل ..

لم يغمض له جفن ، ولم يشفق على ناقته ، والشمس والقمر
يتعاقبان عليهما ، حتى كاد البدر يكتمل .

وعلى مشارف ِ مضارب أهلها ، ظهيرة البدر ِ ، لمع ثغرها
على سيفه ، فجرّده في وجه خالها ، ثم ..

توقف فجأةً عن الكتابة ، وسقط من يده القلم .

استفاق هذا الراقد في تململٍ ، وفرك عينيه ، وطقطق رقبته ،
ثم نظر إلى أوراقه في حيرةٍ من كلماتها الأخيرة ،
وحكّ رأسه بالقلم .

ارتسمت على وجهه ابتسامة الحيرة ، والظفر ، حين شرع
يكتب هذه الكلمات ..

" فعاجله خالها بطعنةٍ نجلاء ، وصرخة باسمها ظلّت مدوية حتى
مطلع الفجر . "

تمت ..

رتب أوراقه في عجل ، وانطلق إلى الجريدة ، يحمل في نشوةٍ
قصته ، وبعض قطرات حبره استقرت على المكتب .


من بحور تصفحي
في امان الله وحفظه



 توقيع : نور القمر





ياجمال تصميمك ياروحها
اسعدني اهدائك وجماله
كجمال روحك وقلبك ياعسل


رد مع اقتباس
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:23 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع