ولنتأمل قوله : ( فتحنا ) سمى الله عز وجل العقوبه ( فتح )
والفتح غالبا يكون في النعمة ..
��يقول تعالى : فتحنا عليهم !!!
( أبواب كل شيء )
من الأرزاق والخيرات ، والمتاع ، والصحة ، والجاه ...
��( حتى إذا فرحوا بما أوتوا )
حتى إذا فرحوا بالأموال والأولاد ، فرحوا بالخيرات والأرزاق المتدفقة واستغرقوا في الاستمتاع بها وخلت قلوبهم من ذكر المنعم ومن خشيته وتقواه ؛
وانحصرت اهتماماتهم في لذائذ الدنيا جاء موعد القانون الإلهي الذي لايتبدل ولايتغير
الا وهو ..
��( أخذناهم بغتة )
أي على غرة ؛ وهم في سهوة وغفلة .
��( فإذا هم مبلسون ) أي : فإذا هم آيسون من كل خير .
�� مشهد عجيب يصور أحوال كثير من الناس اليوم .
كم هم الذين يفرحون بما أوتوا ولايخطر لهم على بال أن ذلك قد يكون استدراج .
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( إذا رأيت الله يعطي العبد ما يحب وهو مقيم على معصيته ، فإنما ذلك استدراج )
ثم قرأ هذه الآيات السابقه (( فلما نسوا ما ذكروا به ...))
لنأخذ دروس من هذه الآية
(1)ليس كل نعمة تأتيك هي نعمة فكن على حذر :
فليس كل فتح فتح
وليس كل عطاء عطاء
وليس كل فرح فرح .
(2) إذارأيت النعم تأتيك وأنت مقيم على الطاعات فاعلم أن ذلك فضل من الله ونعمه ،
وإذا رأيت النعم تتدفق عليك وأنت مقيم على المعاصي والذنوب فاعلم إن هذا استدراج .
(3) قل لكل مفتون بما عند الغرب من فتوحات وأرزاق
مهلاً فإنها استدراج من الله تعالى لهم عياذاً بالله .
فكم من المخدوعين اليوم من المسلمين بهذا الفتح الذي فتح الله به على الكفار ، ويجهلون أن هناك قوانين إلهيه لاتتبدل ولا تتحول .