ما المقصود بالمصاداة عند الأطفال ذوي اضطراب التوحد ‏

ما المقصود بالمصاداة عند الأطفال ذوي اضطراب التوحد ‏ يستخدم العديد من الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد المصاداة، مما يعني أنهم يكررون كلمات أو جمل الآخرين. حيث قد يكررون كلمات الأشخاص المألوفين (أولياء الأمور والمعلمين) أو قد يكررون الجمل من الفيديوات المفضلة لديهم. وهناك نوعان من المصاداة: المصاداة الفورية: عندما يكرر الأطفال الكلمات فور سماعها. المصاداة المتأخرة: عندما يكررون الكلمات في وقت لاحق، كنتيجة للتأخير الزمني، قد تبدو المصاداة المتأخرة غير معتادة جداً لأن هذه الجمل تستخدم خارج السياق. على سبيل المثال، قد يستمتع طفل بأغنية غنى بها معلمه في وقت اللعب، ثم يطلب من والدته غناءها في المنزل لاحقاً بقول (حان وقت اللعب) بدلاً من ذكر اسم الأغنية. فمن الصعب معرفة ما يحاول الطفل قوله عندما يستخدم المصاداة. وفيما يلي ثلاثة أشياء نحتاج إلى معرفتها عن المصاداة تساعدنا في فهم اللغة لدى الأطفال: يميل نمو اللغة عند الأطفال عادةً إلى بدء تعلم اللغة عن طريق الفهم الأول واستخدام الكلمات المفردة، ثم يقومون بتدريجهم معاً لتكوين جمل. بينما الأطفال من ذوي اضطراب طيف التوحد يستخدمون المصاداة لأنهم يتعلمون اللغة بشكل مختلف وذلك بسبب ما يلي: يكتسبون الكلمات الفردية دون فهم للمعنى. تكون محاولاتهم الأولى في اكتساب اللغة (أجزاء) أطول من اللغة أي (جمل)، والتي لا يمكنهم تقسيمها إلى أجزاء أصغر. هذه الأجزاء تعتبر أكثر تعقيداً من الناحية النحوية لذلك يصعب فهمها. على سبيل المثال، قد يقول الطفل (حان وقت حمامك) في كل مرة يسمع فيها والدته تملأ حوض الاستحمام. إنه يعرف أن هذه الكلمات لها علاقة مع وقت الاستحمام، لكنه لا يعرف معنى (هذا) أو (وقت) أو (من أجل) أو (ملكك) و / أو (حمام) بشكل فردي، ولا يمكنه استخدام هذه الكلمات في جمل أخرى. لأنه لا يفهم كل الكلمات، ويستخدم الضمير بشكل غير صحيح: باستخدام (حمامك) بدلاً من (حمامي). غالباً يستخدم الأطفال ذوو اضطراب طيف التوحد المصاداة لغرض أو لإيصال رسالة، وقد تكون هناك أوقات يستخدم فيها الأطفال Echolalia لتهدئة أنفسهم عندما يكونون منزعجين أو يتدربون على شيء ما، وفي هذه الحالات قد لا يقصد منها إرسال رسالة إلى شخص ما. ولكن هناك أيضاً العديد من الأسباب التي تجعل الأطفال يستخدمون المصاداة لأغراض منها: للتواصل: لطلب أشياء على سبيل المثال: قد يقول الطفل (هل تريد ملف الطلب؟) لطلب ملف الطلب، حيث سمع الآخرين يقدمون ملفات الطلب بهذه الطريقة من قبل أو قد يقول: (بعينو أنا جيت، بعينو أنا جيت). لجذب انتباه شخص ما إلى شيء ما على سبيل المثال: قد يلفت الطفل الانتباه إلى شيء لاحظه من قبل للفت الانتباه إلى شيء آخر، مثل (إنه طائر، إنه طائرة، إنه سوبرمان!). للاحتجاج على شيء ما، على سبيل المثال: إذا كان الطفل يقلد (أنت لا تريد ارتداء ذلك البنطلون؟) لأن والده يخرج ملابسه، فقد يعني حقاً (لا أريد ارتداء ذلك البنطلون). للإجابة بنعم: على سبيل المثال: إذا قام أحد الأطفال بتقليد (هل تريد بعض الزبادي؟) مباشرة بعد طرحه هذا السؤال، فقد يريد بالفعل بعض الزبادي ويعني حقاً (نعم). يمكن أن يكون اكتشاف المعنى وراء المصاداة أمراً صعباً! النظر إلى السياق أمر مهم للغاية، والتفكير في الوقت الذي سمع الطفل (الكلمات أو الجمل) في البداية يمكن أن يساعدنا أيضاً في معرفة ما يحاول إخبارك به. كيف يمكننا أن نساعد الأطفال الذين يستخدمون Echolalia؟ من خلال مساعدتهم على تعلم كسر أجزاء اللغة الطويلة وفهم معنى الكلمات الفردية حتى يتمكنوا من استخدامها بشكل أكثر مرونة. لاحظ الباحثون أنه توجد أنماط في الطريقة التي تتقدم بها المصاداة لدى أطفال طيف التوحد: في البداية ، يردد الأطفال (أجزاء) من اللغة دون فهم ما يعنون بعد ذلك، يبدأ الأطفال في تعديل أجزاء اللغة هذه. يقومون بمزج الكلمات والعبارات التي استخدموها وإعادة توحيدها. عندما يبدأ في فهم المزيد من اللغة ، يستخدم بعض الأطفال جملاً أقصر أو يستخدمون كلمة أو كلمتين للتعبير عن أنفسهم. تدريجياً، تصبح اللغة أكثر عفوية ومرونة. قد (تستخدم المصاداة أحياناً)، خاصةً عندما يكون الطفل متعباً أو مرتبكاً أو محبطاً. ولكن يتم استخدام المزيد من الكلمات والعبارات بشكل مناسب ومرن بمجرد زيادة فهم الطفل. المصاداة يمكن أن تكون أمراً مربكاً لدى الأشخاص الذين يتعاملون مع الأطفال من ذوي اضراب طيف التوحد، ولكن من خلال فهم سبب استخدام الأطفال لهذا الأسلوب وكيف يعمل كجسر للغة، ستكونون مجهزين بشكل أفضل لمساعدة الطفل الذي يستخدم المصاداة.