لتمكين ليوسف في الأرض ولقاؤه بإخوته وأبيه
التمكين ليوسف في الأرض ولقاؤه بإخوته وأبيه: جعل ملك مصر يوسف -عليه الصلاة والسلام- وزيراً على خزائن الأرض، وكان أهل مصر قد أعدّوا العدّة لسنوات الجَدب، فكان أهل البلاد يأتون غلى مصر؛ ليحصلوا على ما يكفيهم من الطعام، وكان من الذين أَتَوا إلى مصر إخوة يوسف الذين عَرَفهم، إلّا أنّهم لم يعرفوه، وطلب منهم مقابل الطعام أخاً لهم، ومنحهم الطعام بلا ثمنٍ على أن يأتوا بأخيهم، فعادوا وأخبروا أباهم بأنّ الوزير لن يمنحهم الطعام ثانيةً إلّا إذا أحضروا إليه أخاهم، وأخذوا على أنفسهم عهداً بأن يُعيدوا أخاهم إليه مرة أخرى، فأوصاهم والدهم بالدخول على الملك من أبواب مُتفرّقةٍ، وذهبوا إلى يوسف مرّةً أخرى ومعهم أخوهم، ثمّ جعل يوسف كأس الملك في رِحالهم؛ كي يستطيع إبقاء أخيه عنده، فاتُّهِموا بالسرقة، وادّعوا هم بدورهم براءتهم، إلّا أنّ كأس الملك كان في رِحال أخيهم، فأخذه يوسف، وطلب منه إخوته أن يأخذ غيره، إلّا أنّه رفض، ورجع الإخوة إلى أبيهم، وأعلموه بما جرى معهم، وعادوا إلى يوسف مرّةً أخرى؛ راجين منه التصدُّق عليهم؛ بإطلاق سراح أخيهم، فذكّرهم بما كان من فِعلهم معه، فعرفوه، وطلب منهم العودة وإحضار والدَيه، وأعطاهم قميصاً له؛ ليُلقوه على أبيهم؛ فيستعيدَ بَصَره، ثمّ أتى والداه وإخوته إليه، وخرّوا ساجدين له، وبذلك تحقّقت رُؤيا يوسف -عليه السلام- التي رآها وهو صغيرٌ.
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|