قصص_ بيوت الوحي
جلس قتادة (فقيه أهل البصرة) يومًا في مجلس في حضور الإمام أبي جعفر الصّادق (عليه السّلام)، فقال أبو جعفر (عليه السّلام) لقتادة: من أنت؟ قال: أنا قتادة ابن دعامة البصريّ، فقال له أبو جعفر (عليه السّلام): أنت فقيه أهل البصرة؟ قال: نعم. فقال له أبو جعفر (عليه السّلام): ويحك يا قتادة، إنَّ الله (عزّ وجلّ) خلق خلقًا من خلقه، فجعلهم حججًا على خلقه، فهم أوتاد في أرضه، قوّام بأمره، نجباء في علمه، اصطفاهم قبل خلقه، أظلّة عن يمين عرشه، قال: فسكت قتادة طويلاً، ثمَّ قال: أصلحك الله، والله لقد جلست بين يدَيْ الفقهاء، وقدّام ابن عبّاس فما اضطرب قلبي قدّام واحد منهم ما اضطرب قدّامك، فقال له أبو جعفر (عليه السّلام): ويحك أتدري أين أنت؟ بين يدَيْ: ﴿ ... فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36) رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ ﴾ [185] ونحن أولئك، فقال له قتادة: صدقت والله، جعلني الله فداك والله ما هي بيوت حجارة ولا طين [186] .
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|