1.5 تريليون درهم قيمة الثروات الشخصية في الإمارات

التاريخ: 31 يناير 2021
قال مسرور باتين، الرئيس التنفيذي لإدارة الثروات لدى بنك «بي إن بي باريبا» في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، إن الإمارات تتمتع بمكانة بارزة باعتبارها مركزاً حيوياً في قطاع إدارة الثروات، ما يجعلها محفزاً رئيساً للنمو في المنطقة.

وأضاف في حوار مع «البيان الاقتصادي»، أن قطاع الثروات في الدولة يمثل حالياً 20% أو ما يعادل 400 مليار دولار (1.5 تريليون درهم) من حجم الثروات الشخصية في دول مجلس التعاون الخليجي، والمقدرة قيمتها بنحو تريليوني دولار (7.35 تريليونات درهم)، وفقاً للأبحاث الصادرة عن مجموعة بوسطن الاستشارية.

وذكر أن قطاع الثروات يشهد نمواً بالتزامن مع تنوع الموارد الاقتصادية في الإمارات، كما يتطلع الأفراد ذوو الملاءة المالية العالية بشكل متزايد إلى مستويات ممتازة من خدمات إدارة الثروات، موضحاً أن محفظة أعمال وأصول المكاتب العائلية في الإمارات عادةً ما تتنوع بين قطاعي التشييد والعقارات ووصولاً إلى السلع الاستهلاكية والتكنولوجيا، ومن المرجح أن ينمو هذا الاتجاه بوتيرة متسارعة في المرحلة الاقتصادية التي تلي جائحة «كوفيد 19»، حيث قد نشهد نمواً كبيراً في قطاعات مثل الخدمات اللوجستية والخدمات الرقمية.

فرص نمو

وأكد أن الأسواق الرئيسية لبنك «بي إن بي باريبا» في المنطقة تتمثل بالإمارات والسعودية مع نشاطه في بعض الدول الأخرى في منطقة مجلس التعاون الخليجي، وأيضاً ومن بين الشرائح السكانية التي تزخر بآفاق واسعة من فرص النمو العائلات الهندية والشرق أوسطية الذين يعيشون في أوروبا والمملكة المتحدة.

وأوضح أن التحول الرقمي لا يزال يمثل الاتجاه الأبرز في مجال إدارة الثروات إقليمياً وعالمياً، وأصبح هذا الاتجاه أكثر بروزاً مع انتشار الجائحة، حيث ستحتاج البنوك لضخ استثمارات كافية في مجال الأمن الرقمي، حيث تشتمل جميع المتطلبات التنظيمية على استخدام التكنولوجيا المتقدمة؛ لذلك ستحتاج البنوك إلى مواصلة الاستثمار في إنشاء بنىً تحتية قوية ومتقدمة لتكنولوجيا المعلومات.

وأشار إلى أن أحد الاتجاهات الأخرى يتمثل في مجال إدارة الثروات بنقل الثروات عبر الأجيال، حيث يكتسب أهمية خاصة في الإمارات، فهي سوق زاخرة بجيل واعد من روّاد الأعمال الذين لعبوا دوراً محورياً في دفع عجلة النمو والتنمية الاقتصادية قدماً في البلاد خلال العقدين الماضيين، وهم يتطلعون إلى نقل ثرواتهم إلى الجيل القادم.

وقال: إننا على أعتاب عصر «الانتقال الكبير للثروات»، على الصعيد العالمي، كما يشير إليه الكثيرون، وتشير التوقعات أنه سيتم نقل مبلغ يتراوح بين 30 و68 مليار دولار من جيل طفرة المواليد إلى جيل الألفية خلال السنوات القادمة، مشيراً إلى العمل بشكل وثيق مع العملاء في الإمارات من أجل تحضيرهم وإعدادهم لتجاوز المشكلات التحديات المعتادة المرتبطة بعملية نقل الأعمال والأصول.

استدامة الأعمال

وأشار إلى أن الاستدامة تمثل ثالث الاتجاهات السائدة في مجال إدارة الثروات، وهي تحظى بتأييد كبير بين أوساط العملاء في الإمارات، ويُعزى ذلك جزئياً إلى جهود الحكومة المبذولة ودورها الفعّال في تأكيد أهمية الاستدامة ضمن أجندة أعمالها على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي، إذ تدرك الدولة التحديات والحلول المناسبة خلال مسيرتها نحو التنمية المستدامة.

وحول النصائح الاستثمارية للعملاء من أصحاب الثروات، قال إن الاتجاهات الهيكلية أصبحت أكثر أهميةً بالنسبة لعملية اتخاذ القرارات الاستثمارية، حيث يتمثل أحد الموضوعات الرئيسية بالبحث عن العائد في بيئة من أسعار الفائدة وعوائد السندات التي يرجح أن تبقى منخفضةً لفترة طويلة قادمة.

تحول رقمي

وذكر أن قطاع الرعاية الصحية يعد غنياً بالفرص في الوقت الحالي، وخاصةً فيما يتعلق بالابتكارات الرقمية ذات الصلة بهذا القطاع، وبفضل التحول الرقمي والتحليلات وإدارة البيانات والذكاء الاصطناعي، سوف تشهد طريقة العلاج وتقديم الرعاية تغيرات كبيرة على جميع المستويات لتولد بذلك موجةً من الإنفاق الرأسمالي.

ولفت إلى أن العملاء في الإمارات يتطلعون إلى تعزيز مفهوم التنوّع على مستوى محفظة استثماراتهم ومصارفهم الخاصة، وهم يفضلون بشكل أكبر اللاعبين الدوليين الذين يمتلكون نسباً قويةً فيما يخص الملاءة والسيولة، وقد لمسنا زيادة في الاهتمام على خدماتنا نظراً لحجم أعمالنا ونموذجنا المتنوّع.