09-26-2020
|
09-26-2020
|
#2
|


وروى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ومنبري على حوضي"[8].
ولهذا يحتمل أنه في هذا المكان، لكن لا نشاهده لأنه غيبي، ويحتمل أن المنبر يوضع يوم القيامة على الحوض[9]. اهـ.
وأما في كيفية مائه، فإنه أشد بياضًا من اللبن، هذا اللون، أما في الطعم فإنه أحلى من العسل، وفي الرائحة أطيب من المسك.
روى مسلم من حديث أبي ذر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما ذكر الحوض قال: "ماؤه أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل"[10]، وفي رواية في الصحيحين: "وريحه أطيب من المسك"[11].
أما آنيته فعدد نجوم السماء، وهذا ورد في بعض ألفاظ الحديث في الصحيحين[12]، وفي بعضها: "وآنيته كنجوم السماء"[13]، وهذا لفظ أشمل لأنه يكون كالنجوم في العدد، وفي الوصف بالنور واللمعان، فآنيته كنجوم السماء كثرة، وإضاءة، وفي بعض روايات الصحيح: أن هذه الأباريق من ذهب، وفضة[14].
ومساحة هذا الحوض طوله شهر، وعرضه شهر، قال الشيخ ابن عثيمين: وهذا يقتضي أن يكون مدورًا، لأنه لا يكون بهذه المساحة من كل جانب إلا إذا كان مدورًا، وهذه المسافة باعتبار ما هو معلوم في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من سير الإبل المعتاد[15]، فقد جاء في الصحيحين: "أن عرضه مثل طوله من عمان إلى أيلة"، وعمان بلدة بالبلقاء من الشام، وأيلة بلدة بطرف بحر القلزم من طرف الشام، وهي الآن خراب يمر بها الحاج من مصر[16].
وفي رواية أخرى: "ما بين جرباء وأذرح"، وهما قريتان بالشام بينهما مسيرة ثلاثة أيام[17]، وفي رواية أخرى: "قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن"[18]، وفي أخرى: "ما بين ناحيتيي حوضي كما بين صنعاء والمدينة"[19].
وذكر بعض العلماء تأويلات لاختلاف هذه المسافات التي ذكرت في عرض الحوض وطوله.
منها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بالمسافة اليسيرة، ثم أعلم بالمسافة الطويلة، فأخبر بها كأن الله تفضل عليه باتساعه شيئًا بعد شيء، فيكون الاعتماد على ما يدل على أطولها مسافة، وقيل غير ذلك[20].
وزمن الورود على الحوض قبل العبور إلى الصراط، لأن المقام يقتضي ذلك، حيث إن الناس في حاجة إلى الشرب في عرصات القيامة قبل العبور إلى الصراط، وقد رجح بعض أهل العلم ذلك، ومن شرب من الحوض لم يظمأ أبدًا، لما ورد في الصحيحين من حديث عبد الله بن عمرو: "من شرب منه لم يظمأ أبدًا"[21].
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-26-2020
|
#3
|


أما أسباب الورود على الحوض، فمنها:
أولًا: التمسك بالكتاب والسنة، والثبات على ذلك، والبعد عن البدع المحدثة في الدين وكبائر الذنوب، روى الحاكم في المستدرك: من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي، ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض"[22].
وروى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إني فرطكم على الحوض، من مر بي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدًا، وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقًا سحقًا لمن غير بعدي" فكان ابن أبي مليكة يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا، أو نفتن عن ديننا[23].
قال ابن عبد البر: كل من أحدث في الدين فهو من المطرودين عن الحوض، كالخوارج، والروافض، وسائر أصحاب الأهواء، قال: وكذلك الظلمة المسرفون في الجور وطمس الحق، والمعلنون للكبائر.
قال: وكل هؤلاء يخاف عليهم أن يكونوا ممن عنوا بهذا الخبر، والله أعلم[24]. اهـ.
ثانيًا: عدم إعانة الولاة الظلمة على ظلمهم، روى الإمام أحمد في مسنده من حديث كعب بن عجرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال له: "أعاذك الله من إمارة السفهاء، قال: وما إمارة السفهاء؟ قال: أمراء يكونون بعدي لا يهتدون بهديي ولا يستنون بسنتي، فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم، فأولئك ليسوا مني ولست منهم، ولا يردون على حوضي، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فأولئك مني وأنا منهم وسيردوا على حوضي"[25].
ثالثًا: الصبر على ما يصيب المؤمن من نقص في الدنيا، واستئثار غيره بها، روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك: أن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "سترون بعد أثرة شديدة، حتى تلقوا الله وروسوله - صلى الله عليه وسلم - على الحوض"[26].
رابعًا: المحافظة على الوضوء، روى مسلم في صحيحه من حديث حذيفة - رضي الله عنه -: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - عندما ذكر الحوض قال: "والذي نفسي بيده إني لأذود عنه كما يذود الرجل الإبل الغريبة عن حوضه قالوا: يا رسول الله أوتعرفنا؟ قال: نعم، تردون علي الحوض غرًا محجلين من آثار الوضوء ليست لأحد غيركم"[27].
اللهم أوردنا حوض نبيك، واجعلنا من المتبعين لسنته، اللهم اسقنا من يده الشريفة شربة هنيئة لا نظمأ بعدها أبدًا، اللهم احشرنا في زمرته، واجعلنا من أتباعه مع النبيين، والصديقين والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-26-2020
|
#4
|


[1] برقم (ظ¦ظ¥ظ§ظ¨).
[2] برقم (ظ¦ظ¥ظ¨ظ،).
[3] برقم (ظ¢ظ£ظظ).
[4] برقم (ظ¢ظ£ظظ،).
[5] شرح صحيح مسلم (5/59).
[6] شرح العقيدة الواسطية (2/157).
[7] البخاري برقم (ظ¦ظ¥ظ©ظ)، ومسلم برقم (ظ¢ظ¢ظ©ظ¦).
[8] البخاري برقم (ظ¦ظ¥ظ¨ظ¨)، ومسلم برقم (ظ،ظ£ظ©ظ،).
[9] شرح العقيدة الواسطية (2/157).
[10] برقم (ظ¢ظ£ظظ،).
[11] صحيح البخاري برقم (ظ¦ظ¥ظ§ظ©)، وصحيح مسلم برقم (ظ¢ظ¢ظ©ظ¢).
[12] البخاري برقم (ظ¦ظ¥ظ¨ظ)، ومسلم برقم (ظ¢ظ£ظظ£).
[13] صحيح البخاري برقم (ظ¦ظ¥ظ§ظ©)، وصحيح مسلم برقم (ظ¢ظ¢ظ©ظ¢).
[14] صحيح مسلم برقم (ظ¢ظ£ظظ£).
[15] شرح العقيدة الواسطية (2/159).
[16] صحيح مسلم برقم (ظ¢ظ£ظظ).
[17] صحيح البخاري برقم (ظ¦ظ¥ظ§ظ§)، صحيح مسلم برقم (ظ¢ظ¢ظ©ظ©).
[18] البخاري برقم (ظ¦ظ¥ظ¨ظ)، ومسلم برقم (ظ¢ظ£ظظ£).
[19] البخاري برقم (ظ¦ظ¥ظ©ظ،)، ومسلم برقم (ظ¢ظ¢ظ©ظ¨).
[20] انظر: فتح الباري (11/472).
[21] البخاري برقم (ظ¦ظ¥ظ§ظ©)، ومسلم برقم (ظ¢ظ¢ظ©ظ¢).
[22] وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير برقم (ظ¢ظ©ظ£ظ§).
[23] صحيح البخاري برقم (6583-6584، 6593)، وصحيح مسلم برقم (ظ¢ظ¢ظ©ظ).
[24] شرح صحيح مسلم للنووي (1/137).
[25] (22/332) برقم (14441)، وقال محققوه: إسناده قوي على شرط مسلم.
[26] البخاري برقم (ظ£ظ،ظ¤ظ§)، ومسلم برقم (ظ،ظ¨ظ¤ظ¥).
[27] برقم (ظ¢ظ¤ظ¨).
الالوكة
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-26-2020
|
#5
|


إثبات حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم - وصفاته
الصراط السوي في سؤالات الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم
عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الكوثر؟ فقال: ((هو نهر أعطانِيه اللهُ - عز وجل - في الجنة، ترابُه مسكٌ، ماؤه أبيض من اللبن، وأحلى من العسل، تَرِدُه طيرٌ أعناقُها مثلُ أعناق الجُزُر))، قال: قال أبو بكر: يا رسول الله، إنها لناعمة، فقال: ((أَكَلتُها أنعمُ منها)).
وفي رواية: سُئِل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما الكوثر؟ قال: ((ذاك نهر أعطانيه الله - يعني في الجنة - أشد بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، فيها طير أعناقها كأعناق الجُزُر))، قال عمر: إن هذه لناعمة، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أَكَلَتُها أَنْعَمُ منها))[1].
عن ثوبان - رضي الله عنه - أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إني لَبِعُقْرِ حوضي، أذودُ الناسَ لأهل اليمنِ، أضربُ بعصايَ، حتى يرفضَّ عليهم))، فسئل عن عَرضِه؟ فقال: ((من مقامي إلى عُمَان))، وسئل عن شرابِه؟ فقال: ((أشدُّ بياضًا من اللبن، وأحلى من العسل، يَغُتُّ فيه مِيزابانِ يمدَّانِه من الجنة، أحدهما من ذَهَبٍ، والآخر من وَرِقٍ)).
وفي رواية: ((أنا عند عقرِ حوضي، أذودُ الناسَ عنه لأهل اليمن، إني لأضربُهم بعصايَ، حتى يرفضَّ عليهم، وإنه ليَغُتُّ فيه مِيزابَانِ من الجنة، أحدُهما من وَرِقٍ، والآخر من ذَهَبٍ، ما بين بُصْرَى وصنعاءَ، أو بين أَيْلَة ومكة، أو قال: من مقامي هذا إلى عُمَان...))[2].
فيه مسائل:
المسألة الأولى: معاني الكلمات:
قوله: ((أعناق الجُزُر)): جمع جَزُور، وهي الإبل.
قوله: (إن تلك لطيرٌ ناعمة)؛ أي: سِمَان مُتْرَفة؛ قاله ابن الأثير في النهاية.
قوله: ((إني لَبِعُقْرِ حوضي)): بضم العين وإسكان القاف، وهو موقف الإبل من الحوض إذا وردت، وقيل: مؤخره.
قوله: ((أَزُود الناسَ لأهل اليمن بعصايَ حتى يرفضَّ عليه)): معناه: أطرد الناس عنه غيرَ أهل اليمن؛ ليرفضَّ على أهل اليمن، وهذه كرامةٌ لأهل اليمن في تقديمِهم للشرب منه؛ مجازاة لهم بحسن صنيعهم وتقدُّمهم في الإسلام.
قوله: ((يرفضَّ عليهم))؛ أي: يسيل عليهم، قال أهل اللغة والغريب: وأصله من الدمع، يقال: ارفضَّ الدمعُ: إذا سال متفرقًا.
قوله: ((يَغُتُّ فيه مزابان يمدانه)): يغت بفتح الياء وبغين معجمة مضمومة ومكسورة، ثم مثناة فوق مشددة، قال الهروي: ومعناه يدفقان فيه الماء دفقًا متتابعًا شديدًا.
قوله: ((يَمُدَّانه)): بفتح الياء وضم الميم؛ أي: يزيدانه ويكثرانه.
قوله: (فسئل عن عَرضِه، فقال: ((من مقامي إلى عمان))، وفي رواية: ((وإن عرضه ما بين أَيْلَة إلى الجُحْفَة))، وفي رواية: ((بين ناحيتيه كما بين جَرْبَا وأَذْرُح))، قال الراوي: هما قريتان بينهما مسيرة ثلاث ليالٍ، وفي رواية: ((عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيلة))، وفي رواية: ((قدر حوضي كما بين أَيْلَة وصنعاء من اليمن))، وفي رواية: ((ما بين نَاحِيَتَيْ حوضي كما بين صنعاء والمدينة)).
أَيْلَة: بفتح الهمزة، وإسكان الياء، وفتح اللام، وهي مدينة في الشام على ساحل البحر، متوسطة بين مدينة الرسول - صلى الله عليه وسلم - ودمشق ومصر.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
09-26-2020
|
#6
|


الجُحْفة: بفتح الجيم وإسكان الحاء، وهي ما بين مكة والمدينة.
جَرْبَا: بفتح الجيم، وراء ساكنة، ثم باء موحَّدة، ثم ألف مقصورة [قال الحافظ: أما جرباء، فهي بفتح الجيم وسكون الراء بعدها موحدة، بلفظ تأنيث أجرب، قال عياض: جاءت في البخاري ممدودة، وقال النووي في شرح مسلم: الصواب أنها مقصورة وكذا ذكرها الحازمي والجمهور، قال: والمد خطأ وأثبت صاحب التحرير المد وجوز القصر، ويؤيد المدَّ قولُ أبي عبيد البكري: هي تأنيث أجرب.].
أَذْرُح: بفتح الهمزة، وإسكان الذال، وضم الراء، وهي مدينة في طرف الشام.
عَمَّان: بفتح العين، وتشديد الميم، وهي بلدة بالبَلْقَاء من الشام.
قال القاضي عياض:
"وهذا الاختلاف في قدر عرضِ الحوض ليس موجبًا للاضطراب؛ لأنه لم يأتِ في حديث واحد؛ بل في أحاديثَ مختلفةِ الرواةِ عن جماعة من الصحابة سمعوها في مواطن مختلفة، ضرَبَها النبي - صلى الله عليه وسلم - في كل واحد منها مَثَلاً لبُعد أقطار الحوض وسَعَته، وقرب ذلك من الأفهام؛ لبُعد ما بين البلاد المذكورة، لا على التقدير الموضوع للتحديد؛ بل للإعلام بعظم هذه المسافة، فبهذا تُجمَع الروايات".
قال النووي:
"وليس في القليل من هذه منع الكثير، والكثير ثابتٌ على ظاهر الحديث، ولا معارضة، والله أعلم"[3].
المسألة الثانية: نؤمن بالحوض والكوثر:
قال صاحب سلم الوصول:
وَحَوضُ خيرِ الخلقِ حقٌّ وبهِ
يَشْرَبُ في الأخرى جميعُ حزبِهِ
وقال في المعارج:
"وقد ورد في ذكر الحوض والكوثر، وإثباتِه وصِفتِه من طرق عن جماعة من الصحابة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - واشتهر واستفاض، بل تواتَرَ في كتب السنة من الصحاح والحِسان والمسانيد والسنن".
قلت: بل أفرده بعض العلماء بالتصنيف؛ فمنهم: بقية بن مخلد، له جزء في الحوض والكوثر، وكذا أبو القاسم خلف بن عبدالملك بن مسعود بن باشكوال له ذيل عليه.
والإيمان بالحوض والكوثر من الأمور الغيبية التي صحَّ بها الخبر، فيجب الإيمان به، فهي من ضمن الإيمان باليوم الآخر.
|
|
سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ
|
 |
|
أدوات الموضوع |
|
انواع عرض الموضوع |
العرض المتطور
|
تعليمات المشاركة
|
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
كود HTML معطلة
|
|
|
الساعة الآن 05:33 PM
| | | | | |