امرأة و فنجان القهوة -

امرأة و فنجان القهوة - محمد صادق دياب محمد صادق دياب: - من مواليد مدينة جدة. - رأس تحرير مجلتي "إقرأ" و"الجديدة". - ماجستير عل نفس تربوي "ارشاد نفسي" من جامعة ويسكنسن بالولايات المتحدة. - دبلوم عالي في الادارة التربوية من جامعة أوكلاهوما بالولايات المتحدة. - بكالوريوس تربية وعلم نفس من كلية التربية بمكة المكرمة. ...................................... "محمد صادق دياب .. هو باختصار شديد فنان يشكل بالحروف لوحة شعبية تكاد تندثر أو تغيب ملامحها عن جيلنا الجديد" علي خالد الغامدي "تتميز كتابات محمد دياب بالسردية وهي من مميزات كتابة القصة والرواية .. ولو لم يستغرقه التعليم والصحافة لكتب رواية "الحرافيش" السعودية من بين وهج أزقة حارة اليمن وعلى وقع الدفوف في العيدروس" ...................................... (1) امرأة و فنجان قهوة نادلة المقهى القاهري توشك بالكاد أن تجد لك بين ركام أحزانها ابتسامة مخبوءة تستقبلك بها.. - صباح الخير.. كيف تريد قهوتك هذا الصباح؟ تشعر أنك لا تزال تملك حق اختيار شيء ما حتى و لو كان هذا الشيء فنجاناً من القهوة. - حسناً أريدها اليوم أكثر مرارة.. تلعق النادلة شفتها السفلى بطرف لسانها و كأنها تريد أن تتذوق مرارة قهوتك قبل أن تمضي إلى الداخل. زبون تحتضن كفه أنامل امرأة.. لا شعورياً تتأمل كفك الخالية , تود لو أنك قلبت الطاولة في وجه ذلك الزبون لتشعره بخطورة أن يدمن الرجل امرأة يمكن أن تنسل من بين أصابعه كشعاع ضوء.. كانت القهوة ساخنة و الدخان يتصاعد .. و رويداً رويداً تضاءل الدخان و انطفأت حرارة قهوتك.. فجأة تحس أن شيئاً ما ربما انطفأ داخل ذاتك كفنجان قهوتك!! (2) الوداع الأخير أنت لا تدري متى قمت بوداعها آخر مرة.. كل ما تتذكره أنك لم تكن تظنه الوداع الأخير لذا لم تنتش برائحة عطرها أكثر.. لم تبحر في نهر عينيها أكثر و أكثر.. لم تطبق جفنيك على ملامح وجهها أكثر و أكثر.. فانسلت من بين عينيك كشعاع ضوء. و ها أنت ترك الآن خطورة أن يدمن الرجل امرأة!