من زرع اﻻيمان بالله في فؤاده أتى أكل هذه المحبة خيرا وفيرا فأحبه الله
فﻼ تجزع حين البأس واعلم أنَّ الله يحبك
إن أعطاك الله المشقّات والمصاعب والمشاكل فاعلم أنَّ الله يحبك ويريد سماع صوتك في الدعاء
وإن أعطاك الله القليل فاعلم أنَّ الله يحبك وأنه سيعطيك اﻷكثر في اﻵخرة.
وإن أعطاك الله الرضا فاعلم أن الله يحبك وأنه أعطاك أجمل نعمة.
وإن أعطاك الله الصبر فاعلم أن الله يحبك وأنك من الفائزين.
وإن أعطاك الله اﻹخﻼص فاعلم أنَّ الله يحبك فكن مخلصاً له.
وإن أعطاكالله الهمّ فاعلم أنَّ الله يحبك وينتظر منك الحمد والشكر.
وإن أعطاك الله الحزن فاعلم أنَّ الله يحبك وأنه يخـتبر إيمانك.
وإن أعطاك الله المال فاعلم أنَّ الله يحبك فﻼ تبخل على الفقير.
وإن أعطاكالله الفقر فاعلم أن الله يحبك وأعطاك ما هو أغلى من المال.
وإن أعطاك الله لسان وقلب فاعلم أن الله يحبك فاستخدمهم في الخير واﻹخﻼص.
وإن أعطاك الله الصﻼة والصوم والقرآن والقيام فاعلم أن الله يحبك فكن له شاكرًا.
قد أعطاك الله اﻹسﻼم فاعلم أن الله يحبك.
إنَّ الله يحبك, فكيف ﻻ تحبه؟؟؟
إن الله أعطاك الكثير... فكيف ﻻ تعطيه حبك؟؟؟
ماذا لو أحبك الله؟
تدري ماذا سيكون حالك لو أحبك الله؟!! آهٍ... لو عرفت، والله الذي ﻻ إله غيره لو كنت صادقًا،
لو كنت عاقلاً لما طاب لك عيش حتى تصل إلى هذه المرتبة العظمى التي ﻻ يلقاها إﻻ ذو حظ عظيم،
وﻻ فاز بها إﻻ المصطفون اﻷخيار، الذين صدقوا الله فصدقهم،
وأخلصوا له دينهم فشكر لهم فأعطاهم أعظم المنح، فرزقهم حبه.
يقول ابن القيم: "وإذا أحب الله عبدا انشأ في قلبه محبته".
(مدارج السالكين (3/39))
فإذا أحبهم جعلهم من خاصته، فدفع عنهم كل شر، وأحاطهم برحماته، وأسدى لهم الخيرات،
وشرح قلوبهم، وسلَّم لهم قلوبهم، واطمأنت نفوسهم.
آهٍ... لو ندرك تلك المراتب!! ماذا تريد بعدها؟
إنَّها درجة الوﻻية، فوالله ﻻ نريد بعدها حياة، قال تعالى:
{قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِن زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاء لِلَّهِ مِن دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ}
[الجمعة: 6].
فاللهم نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين،
وأن تغفر لنا وترحمنا، وتتوب علينا، وإن أردت بقوم فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين.
.. لو أحبك الله...
(1) وهبك اﻹيمان فأعلى درجتك عنده.
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
"إنالله يؤتي المال من يحبُّ ومن ﻻ يحب، وﻻ يؤتى اﻹيمان إﻻ من أحب،
فإذا أحب الله عبدا أعطاه اﻹيمان، فمنْ ضنَّ بالمال أن ينفقه، وهاب العدو أن يجاهده،
والليل أن يكابده، فليكثر من قول: ﻻ إله إﻻ الله، والله أكبر، والحمد لله، وسبحان الله"
(رواه الطبراني وصححه اﻷلباني (1571) في صحيح الترغيب).
ولو رزقت اﻹيمان لم تقع في الشبهات والشكوك والريب،
وأنت في أمس الحاجة لهذا في هذا الزمان الذي تموج فيه الفتن كموج البحر،
وتختلط فيه اﻷوراق، وﻻ يهتدي فيه إلى السبيل إﻻ من رحم الله.
ولو صار اسمك عند الله
"مؤمنًا" فأبشر بكل نعيم، فالله معهم يختصهم بفضل منه ورضوان، وينجيهم من المحن،