هناك وهنا

هناكَ آنستُ ليلاً غنياً بالندى خلقَ جمالاً عابراً استأصلَ وحشتي ووحدتي أخرجني من عزلتي الجوفاءِ ألوفٌ مؤلفةٌ من صورِ الغربةِ تنسالُ من الخيالِ هاربةً تجتازُ عتبةَ الأحلامِ المقيتةِ هناكَ..أصواتٌ خفيةٌ تتصاعدُ أنْ آنَ أوانُ الخروج هناكَ أذعنتُ للإيقاعاتِ العميقةِ متأملاً بغريزةٍ تُهديني إلى الحقيقةِ جمَّعتُ قوايَ مندفعاً خلالَ العوائقِ متسلحاً بعزيمةٍ واهنة بإصرارٍ يشارفُ على السقوط قراري حازمٌ لا رجعةَ فيهِ رغمَ عاقبةِ إرادتي المرهونةِ هناكَ..ألقيتُ خلفي الركامَ..الأمزجةَ..المخاوفَ هناكَ أشعرُ بتعبٍ يتدرجُ إلى أوصالي أحثُ الخطا متجاهلاً الإنهاكَ لكنهُ يتفاقمُ شيئاً فشيئاً يقطعُ خيوطَ أفكاري يسيطرُ على جسدي يصارعُ تطلعاتي يستهلكُ طاقتي لكن..مضيتُ دونما مبالاةٍ كرحالةٍ يتسلحُ بأملٍ ضئيلٍ يرددُ على مسامعهِ سيطلُ نورُ نهارٍ جديد هنا لن أعيشَ حبيسَ الحفرِ سأطلقُ كوابحَ النفسِ لأواجهَ شكوكي المضنيةَ لأقتلَ سلوكاتي المتجمدةَ هنا..تتجلى رحابةُ الرؤيةِ خاليةً من الشوائبِ حقيقةً نهائيةً مرئيةً..دائمةً حقيقةً متناغمةً والإرادةَ هنا..كلُ ليلٍ حالكٍ يعقبهُ فجرٌ وليدٌ هنا سكونٌ غريبٌ يبددُ الاندفاعَ يزيلُ الأغلالَ يجردني من كلِّ المزايا العذراء يجعلُ قلبي عارياً توَّاقاً لعشقٍ غابَ عني دهوراً لن أعودَ هناكَ..حيثُ النعيبُ هنا..ألوذُ إلى هديلٍ حيثُ الحبيبةُ إلى شعرها المتطايرِ..حيثُ الهدوءُ أستمعُ إلى ألحانها..حيثُ السكينةُ هنا..أُراقبُ عينيها أَهيمُ بها بلا فتورٍ spirit 27/1/2018