تحت المطر

مشينا حنى قطعنا آلافَ الدروبِ
عاشقينِ تحتَ حباتِ المطرِ
كأنها لؤلؤٌ مصقولٌ
تكشفُ غرائبَ الأسرارِ
تزخرفُ الأرضَ بشتى الألوانِ
ثمةَ مَنْ سكنت روحي إليها
غابت وقد وارت حبي في رقيمٍِ مخبوءٍ ؟!
لم تترك لي ماأقول !
لاشيءَ سوى انتظارٍ مجنونٍ
وعينينِ ترقبانِ أفقَ الغيابِ
***
أيتها النائيةُ
ماذا بعدَ زوالِ الطقوسِ ؟!
ماذا بعدَ الليالي المظلمةِ؟!
ماذا بعدَ العتمةِ الموحشةِ ؟!
ليسَ سراباً ورماداً كانَ حبي
إنهُ مفاتيحُ حياةٍ
إنهُ أنغامٌ وأشجانٌ
إنهُ حضارةٌ ووطنٌ وأكوانٌ
إنهُ روحٌ متوجةٌ بأزهارِ البقاء
***
أي: حبيبتي
لاأشاطركِ حباً أصابهُ الهرمُ
ملأهُ البكاءُ
هيهاتَ .. هيهاتَ
إنهُ حبٌ أبديُّ الشبابِ
يتجلى في ضوءِ البروقِ
لايشيخُ .. ولايموتُ
يسيلُ وراءَ الغيومِ
يتساقطُ ودقاً يغسلُ الذنوبَ
يُحيي الشوقَ والهيامَ
***
لم تترك لنا العصورُ مانقولُ !
رمتنا في غيابةِ الممكنِ والمحالِ
أغرقتنا في الأحلامِ العذراءِ
ورحنا ننسجُ من القيودِ
حروفاً صامتةً
بقيت سائحةً في بحورِ الرمالِ
جائعةً .. عاريةً
تنتظرُ ساعةَ اللقاءِ
تُغيرُ الأسماءَ
تتنكرُ في الأثوابِ
تنثرُ الورودَ في الطرقات
تبيتُ تنفضُ غبارَ السلاسلِ
لتطوفَ طوافَ الإيابِ
***
أحاولُ رسمَ الأيامِ
أرميها في الأقفاصِ
شعراً وحكاياتٍ
أحاولُ فتحَ القماقمِ
لأُطلقَ سراحَ مافي الكيانِ
وهأنذا أكتبُ بيراعٍ محترقٍ
وبمدادِ المحابرِ المتناثرةِ
أنادي
الصدى
والندى
والمدى
بينَ أشجارِ التينِ والزيتونِ
بكلماتٍ لم يعرفها قاموس ؟!


spirit
16/9/2019