لأهتف باسمك ربي وأحظى

ومَا لي إليكَ سوى دمعةٍ
تعبِّر عن صدقِ إقباليا
فمهما عصيتُ فلستُ براضٍ
وإني لآسَفُ من حاليا

وإني وإن كنتُ آتي ذنوباً
فذاك لضعفٍ يُطأطئُ رأسي

متى يا إلهي أخافكَ حتى
أقومَ بأمركَ من طيبِ نفسي

وليس لنا غير بابك حصنٌ
فزدنا اعتصاماً بحبلك ربي

وإلا فإن النفوس ستلهو
إذا لم تسُقها لواحة قربِ

بأمرك ربي إليك اتجهتُ
وعونُك زادي عليه اتكلتُ

ولا أختشي الزيغَ إنْ كنتَ حصني
وأيُّ انجذابٍ لغيركَ مقتُ

هداهُ تعاظمَ حتى سباني
عن الغير بل صار زادَ كياني

فمن ذاق حبهُ حاش تراهُ
بغير الودود لهوفَ الجَنان

به قد كبرتُ وعزَّ كياني
وحالي تألق مذ قد سباني

وأيُّ طريقٍ سوى بارئي
سرابٌ ووهمٌ وعيشُ افتتانِ

مساكين منْ همُ عاشوا بعيداً
عن الحب لله راموا بديلا

وهيهات يهنون فيما أرادوا
سيلقون ضيقاً وضنكاً وبيلا

وتلك القلوبُ المليئةُ نوراً
يميلُ إليها جميعُ الأنامْ

كأنهمُ الشمسُ إمَّا تناءت
يعمُّ بهذي الربوع الظلامْ

وماذا عسايَ إذا أنا عشتُ
ولم أتسامَ بحبك ربي

إذاً فمصيري كما لو بصحرا
ءَ كنتُ، ولا ما يُقوِّمُ صلبي

وماذا تساوي الدُّنى إنْ فقدتُ
كَ ربِّي وكيف سألقى مصيري

لئن كان غيرك شغلي فإني
رهين ابتئاسي وموت ضميري

متى الكون يوقن أنَّ طريقي
هو المتألِّق في ذي الحياةِ

متى يتبنَّى خطاي لنرقى
معاً في بهاءٍ وعزم ثباتِ

ومهما عبدتكَ ربي فإني ال
مقصِّر في شكر آلاء فضلكْ

أنلني القبول وكن لي معيناً
لينعم قلبي بأسرار حمدكْ

وأسلمت نفسي إليك فصني
وأيقظ فؤاديَ عند السحر

لأهتف باسمك ربي وأحظى
بلطفكَ عند نزول القدر

وأقدار ربي لخير أراها
وتجري وتجري بكل أمانِ

فحسِّنْ ظنونكَ بالله، تحيا
يقيناً يقيكَ عناء امتحانِ