(سجآده حمراء وأرائـك الهطول# حصريآت ال روآية عشق)  
 
 

العودة   منتدى رواية عشق > ۩ القِسـم الإسلامـي ۩ > ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩

الملاحظات

۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ َيهتم بالقُرآن والتفسِير والقرَاءات ، والدرَاسات الحدِيثية ، ويَهتم بالأحادِيث والآثار وتخرِيجها .

 
#1  
قديم 01-20-2025
- جَف عطَرگـ . غير متواجد حالياً
Saudi Arabia     Female
قَدَاسَة طُهِّرَ | | أَوْسِمَتِي | |
 
 عضويتي » 2121
 اشراقتي ♡ » Aug 2022
 كُـنتَ هُـنا » 02-09-2025 (03:30 PM)
آبدآعاتي » 24,044
 تقييمآتي » 17572
 حاليآ في »
دولتي الحبيبه » دولتي الحبيبه Saudi Arabia
جنسي  »  Female
 حالتي الآن »
آلعمر  »
الحآلة آلآجتمآعية  » » ♔
تم شكري »  2
شكرت » 0
مَزآجِي  »  1
 
642 من تجليات سورة الرحمن عروس القرآن (4)



ما هو علم البيان؟
من تجليات سورة الرحمن عروس القرآن (4)

في قوله عز وجل في سورة الرحمن الجليلة: ﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 3، 4]، هناك سؤال يفرض نفسه: ما هو علم البيان؟

البيان اسم جامع يرتبط بالقدرة على الإيضاح؛ أي: بالقدرة على التبيين والتوضيح للغير لأمر ما ملتبس أو غامض أو مجهول عند هذا الغير، وعلى ذلك يكون البيان بالقراءة للغير أو الكتابة له أو بالتعبير الشكلي أو بالإشارة أو بالحركة أو بالرسم أو بغيرها من وسائل التبيين والتوضيح، وهو ما نطلق عليه في المصطلحات المعاصرة (الوسائل التعليمية).

فالمولى عز وجل هو الذي عَلَّم الإنسان كيفية تبيين وجهة نظره للآخرين بالوسائل المختلفة التي يمكن أن يستخدمها هذا الإنسان، وحسب الموضوع الذي يتناوله، كما أن البيان يشتمل في مفهومه على قدرة الشخص على الإجابة عن التساؤل الصادر من الطرف الآخر المتلقي، ويختلف مستوى وقدرات الشخص على البيان باختلاف قدراته العلمية وملكاته الذهنية واستعداداته النفسية، وهذا ما يُسمَّى بالفروق الفردية بين الأفراد سواء كانوا معلمين أو متعلمين.

والبيان من جانب آخر يشتمل على البلاغة؛ حيث إن البلاغة هي قدرة الشخص على أن يبلغ بالألفاظ والتعبيرات ما يحتويه عقله من علم أو قلبه من مشاعر وأحاسيس بأقل الألفاظ وأرقى المعاني؛ ولذا علَّم المولى عز وجل هذا العلم الهام للإنسان بعد خلقه؛ حيث إنه أعمُّ وأشمل وأرقى من علم القراءة أو الكتابة أو غيرهما من العلوم؛ إذ لا بد أن تسبق القدرة على البيان وجود رصيد أو مخزون علمي ومعرفي لدى الإنسان لكي يتمكن من إخراج ما يُتاح له أن يحتويه عقله وقلبه من العلوم والمعارف والمشاعر لتستفيد منها الخليقة.

فبدون القدرة على البيان سيتوقف علم العالم عند علمه هو دون قدرة منه على نقل هذا العلم للآخرين، وهذا من أسوأ الحالات، حين يقال إن فلانًا عالم إلا أنه ضعيف جدًّا في نقل العلم أو إيصال المعلومة، فهو هنا كالشجرة غير المثمرة، وقد كان محمد صلى الله عليه وسلم من الكبار في علم البيان، واستخدم الكثير والكثير من الوسائل العظيمة لتوضيح أفكاره ونقل علومه إلى الثقلين الجن والإنس، ولا تزال وسائله ذات أثر ونفع إلى قيام الساعة، فألفاظه صلى الله عليه وسلم بليغة وعباراته مبهرة تزداد مع مرور الزمن توهجًا وجلالًا، ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه وصحَّحه البخاري: ((مثلُ المؤمنِ الَّذي يقرأُ القرآنَ كالأُتْرُجَّةِ طعمُها طيِّبٌ، وريحُها طيِّبٌ، والَّذي لا يقرأُ كالتَّمرةِ طعمُها طيِّبٌ، ولا ريحَ لها، ومثلُ الفاجرِ الَّذي يقرأُ القرآنَ كالرَّيْحانةِ ريحُها طيِّبٌ، وطعمُها مُرٌّ، ومثلُ الفاجرِ الَّذي لا يقرأُ القرآنَ، كمثلِ الحنظلةِ طعمُها مُرٌّ وريحُها مرٌّ)).

وقراءة القرآن بلا شك هي من دلائل علم المسلم وفقهه، فالمولى عز وجل يقول في أول سورة أنزلها على الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وفي الأول من آياتها الكريمة بعد بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ﴾ [العلق: 1 - 5]، وقراءة القرآن من أفضل الوسائل لتعلم علم البيان والتوضيح؛ لأن المنهج القرآني يعين المسلم على ذلك عونًا عظيمًا.

ولكن فاقد الشيء لا يعطيه؛ لذا لا بد من الإدراك والفهم المتعمقين لكي تكتسب العلم النافع، ولكي تقوم بإيصاله للآخرين فيما بعد بما حباك الله من نعمة علم البيان؛ أي: إن الله عز وجل وهبك الأداة التي بها تفيد الخليقة من العلم، وليس عليك سوى تحصيل العلم- وأخيره وأفضله وأشرفه علم القرآن الكريم- ليكون لك نصيب من قوله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم من تعَلَّم القرآنَ وعَلَّمَه))؛ أي: إن الله وهبك الخزينة وعَلَّمك كيف تفتحها وتغلقها وأمرك بإفادة الناس مما تختزنه بها، فعليك أنت أن تطلب توفيقه لتملأها بما يرضيه وتفيد بها الخليقة على ما يرضيه أيضًا، فتكون ممن يرضى عنهم الله عز وجل في الدنيا والآخرة.

والملفت للنظر في الآيتين الكريمتين: ﴿ خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴾ [الرحمن: 3، 4] هو الموازنة أو التناغم ما بين خلق الإنسان وتعليمه البيان، أو بمعنى أكثر اختصارًا الموازنة بين الخلق والعلم أو بين الحياة والعلم، فتطوير الحياة وتحقيق المرجو منها وهو عبادة الله عز وجل يتحقق بالعلم، والعلم يتطوَّر بتطور علم البيان، بمعنى قدرة المعلم على إيصال المعلومة، وقدرة المتعلم على نقل المعلومة لغيره، فلا يجب أن تتوقف رحلة العلم عندك؛ لأن العلم كالماء الجاري، واختزان الماء الجاري أو حبسه يضر به من حيث الخصائص، ويضر مستخدمه كذلك.

لذا فإن من حباه الله بالعلم النافع وبخاصة علم القرآن وعلوم الفقه والشريعة والسيرة والمعاملات وغيرها من علوم الدين التي هي أشرف العلوم قاطبة عليه أن يجتهد في الحفاظ على علمه وعقله وتزويده وتنقيحه وتحديثه باستمرار، وعليه كذلك أن يفيد غيره من هذا العلم، لتستمر مرونة العلم وحيويته في ذهنه، ويستمر الانتفاع به من جانب مجتمعه بل والبشرية جميعها، ولا يقتصر الانتفاع بالعلوم من جانب البشرية على علوم الشرع الحنيف فحسب، فكل العلوم نافعة إلا تعَلُّم السحر فهو محاط بالعديد من المحاذير الشرعية، والله عز وجل أعلى وأعلم.



 توقيع : - جَف عطَرگـ .

سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ

رد مع اقتباس
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
من تجليات سورة الرحمن عروس القرآن (3) - جَف عطَرگـ . ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 27 03-06-2025 07:05 PM
من تجليات (توجيهات) سورة الرحمن عروس القرآن (1) - جَف عطَرگـ . ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 26 01-14-2025 03:28 PM
من تجليات (توجيهات) سورة الرحمن عروس القرآن (2) - جَف عطَرگـ . ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 26 01-14-2025 03:28 PM
عبد الرحمن السديس | سورة يس، سورة الواقعة، سورة الرحمن، سورة الملك | للرزق والشفاء العاجل باذن الله غـُـلايےّ ۩ الصّوتيات والمَرئيات الإسلامِية ۩ 26 03-16-2024 08:09 PM
أجمل ما تحدث الله به إلى عباده .. "الرحمن" عروس القرآن الدكتور على حسن ۩ القُــرآن الكرِيــم ۩ 26 04-08-2022 06:21 AM


الساعة الآن 06:18 AM


Powered by vBulletin Hosting By R-ESHQ
HêĽм √ 3.1 BY: ! RESHQ ! © 2010
new notificatio by R-ESHQ
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2025 DragonByte Technologies Ltd.
تنويه : المشاركات المطروحة تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس بالضرورة تمثل رأي أدارة الموقع