لا يخلو إنسان من اقتحام تلكم الأفكار التي تتكاثر
في بيئة خصبة تُهيئ لها المناخ تلكم التربة الخصبة
إن جاز لي سوق ذاك المجاز !
ولكن ازداد ذاك الهاتف الذي أصم أذني
حين بات وأصبح يقتحم غفلتي ويقظتي وهو يقول:
" كن أنت مهما تغير الناس " ،
أبحث عن سبب وسر ذلك الاصرار من ذاك النداء الذي يحثني على الثبات
على المبادئ وما تربيت عليه وهجر ما يناكف ويباين ذاك من سوء أخلاق !
وأنا في رحلة بحثي وجدت :
أن أجر من وقف وارتكز على جميل الأخلاق فيتوسط هذا الغثاء من الممارسات والمعاملات أجر أمة ممن سبقوه
إذا ما قارنا تلكم الابتلاءات والمغريات !
لأنه يعيش في هذا الزمان وهو يُعلي ويُرسي معنى الفضيلة ، يعيش عيش المجاهد الذي أحيا ما مات في الناس
من مُثلٍ وقيم ترتقي بذاك الانسان إلى درجات الكمالات في ظل تهافت الناس على ما يقسم ظهر
المبادئ وعظيم المُثل !
ومن يرى بعين البصيرة يجد ذاك الخلط للأمور وتحريف المسميات والمعاني بمكر خبيث ! أكان عمدا أم جهلا ! فالنتيجة واحدة ،
وإن تفاوتت طرق معالجتها وإعادة صياغتها حينما نجد كمثل :
الطيب = جبانا
وقليل الكلام = مُعقدا
والتقي = متخلفا
ومتجاوز حدود الأدب = جريئا
والمنحرف = متحررا
لتذوب المسميات وتنصهر في غير قوالب معانيها التي تلقفها الناس ،
وقد طغى عليهم الغبش وإن كان التمييز واضح المعالم
لمن أراد الحقيقة والصدق مع الذات !
ختاما :
تتلخص المصيبة عندما يدعوك واقع حال الناس أن تتماهى معهم ،
وأن تكون " إمعة " ونسخا منهم
إن أحسنوا أحسنت وإن أساءوا أسأت " !
من هنا :
تمنيت تكرماً أن نخط ما وجب علينا فعله ازاء ما يحصل في محيطنا ، بحيث نحاول أن نحافظ
على ما يضمن لنا نماء عطايانا ، وصدق أحوالنا في باطننا وظاهرنا في ظل هذه التجاذبات " .