ظِلٌ يَعْبَثُ بِسَمَاْئِيْ

مَاْ أَتْعَسُنِي وَأَنَا أُشْعِلُ فَتِيْلَ اَلْذِكْرَى ..

مَاْ أَتْعَسُنِي وَأَنَا أَكْتُبُ بِاِحْتِرَاْقٍ لِمَاْ مَضَى..


وَأَغْرِسُ بِاَلْرُوْحِ أَلْفَ.. أَلْفِ جَرْح ..
وَيَرْحَلُ بِيْ اَلَعُمْرُ وَأَجِدُنِيْ عَلَىْ قَاْرِعَةِ اَلْطَرِيْق..
مُلْقَى أَنَا وَ ظِلٍّ أَوْدَعْتُهُ سِرَ اِحْتِمَاْلِي ..
نَنْتَظِرُ بِشَغَفٍ قِطَاْرَ اَلَوَقْتِ أَنْ يَدْهَسُنَا كَيْ يُحَوِلَنَاْ أَشْلَاْء
لِنُعْطِيْ اَلْرِيْحَ فُرْصَةَ نَبْذِنَا فِيْ اَلَعَرَاْءِ لِتُعِيْدُ اَلْشَمْسُ تَكْوِيْنَنَا
فَأَنَا أَطْمَحُ لِأَنْ أَتَبَخَرُ لِأَكُوْنَ مَطَرَاً وَ ظِلِّيْ اَلْسَحَاْب..
أَهَذَاْ جُنُوْن..!







لَاْ زِلْتُ أَتَكِئُ عَلَىْ سَاْعِدِ ظِلِّيْ


نَكْنُزُ فَرَاْشَاْتَ اَلْضَوْءِ مِنْ أَزْهَاْرِ اَلْنُجُوْم ..
وَ نَمْزِجُ عَلَىْ كُرَاْسَةِ اَلْسَمَاْءِ أَلْوَاْنَ اَلَغُيُوْم..
وَ نَنْحَتُ عَلَىْ جَسَدِ اَلَوِحْدَةِ وَقْتًا بِاَلَبُؤْسِ مَحْمُوْم ..
فَيَمْضِيْ ظِلِّيْ وأمضي وَلَاْ أَعْلَمُ أَيْنَ أَرْضِي؟






مَنْ يُعَلِمُنِي رَسْمَ نَصْفِي وَ تَرْمِيْمُ بَعِضَي ..

وَحِيْنَ تَخْنُقُنِيْ أَدْخِنَةَ اَلْرَمَاْدِ إِلِىْ مَنْ أَفْضِي ..!
أَنَا وَ ظِلِّيْ نُعِيْدُ تَكْوِيْنَ اَلَمَاْءِ
فِيْ حُبَيْبَاْتِ اَلَأَمْطَاْر ..
وَ نُزِيْحُ قِنَاْعَ اَلْصَمْتِ
عَنْ أَبَاْطِيْلِ اَلَأَسْرَاْر ..
وَ نَقْتَلِعُ عُنْقَ اَلَأَفْنَاْنِ
اَلَمَسْمُوْمَ عَنْ رُؤُوْسِ اَلَأَزْهَاْر..






يَسْأَلُنِيْ ظِلِّيْ عَنْ تِلْكَ اَلَتِيْ

أَشْعَلَتْنِيْ وَفَرَّتْ ..
وَ عَنْ لَحَظَاْتِ اَلْتَنْوِيْرِ اَلَتِيْ
هَمَّتْ بِعِنَاْقِيْ وَ عَلَىْ كَتِفِيْ خَرَّتْ ..
بِأَيِ لُغَةٍ أُجِيْبُكَ يَاْ ظِلِّيْ..!






إِنَّ اَلَأَمْسَ أَخَاْطَ شَفَتِيْ بِخَيْطٍ أَسْوَدٍ

حِيْنَ أُفَكِرُ بِاِنْتِزَاْعِهِ تَتَصَدَعُ رُعُوْدَ
اَلَحَنِيْنِ فِيْ سَمَاْءِ صَوْتِيْ اَلَجَرِيْح ..
وَحِيْنَ أَهَِّمُ بِاَلَكِتَاْبَةِ تَذْبُلُ أَوْرَاْقِي
وَ تَتَبَخَرُ آَهَاْتِيْ وَ أَصَاْبِعِيْ مِنْي تَطِيْح ..
يَصْبِحُ اَلَعَاْلَمُ حَوْلِيْ مِحْبَرَةً
وَ أُصْبِحُ أَنَاْ نَزْفًا يُضَمِخُ جَسَدَ اَلْصَفِيْح ..
دَعْنِيْ أَخْرَسًا يَاْ ظِلِّيْ فَقَدْ ذَاْبَتْ
غُصُوْنِ اَلَجَلِيْدِ مِنْ زَفَرَاْتِ اَلَفَحِيْح ..







سَأُحَدِثُكَ يَاْ ظِلِّيْ عَنْ شَبَحٍ

يَتَهَنْدَمُنِيْ تَلَاْبِيْبَ بَيْضَاء ..
يُشَذِبُ أَطْرَاْفِيْ وَ أُفْلِتُ
مِنْ قَبْضَتِهِ بَعْدَ عَنَاء..
أَتَنَفَسُهُ وَجَعًا يَلَوِثُنِيْ وَ
يَتَنَفَسُنِيْ هَوَاْء ..
يُطَاْرِدُنِيْ وَ حَيْنَ يَمَلُ
يُشْعِلُ فَتَاْئِلِيْ بِدَهَاْء ..
وَ يَتْرُكُنِيْ أَحْتَرِق أَحْتَرِق أَحْتَرِق
دُوَن أَنْ يُكَلِفَ نَفْسَهُ سَكْبَ اَلَمَاء..
أَرَئَيْتَ يَاْ ظِلِّيْ..!





لَاْ تَسْأَلْنِيْ يَاْ ظِلِّيْ مَنْ أَنَا..!

لَاْ تَسْأَلْنِي عَنْ هَاْلَةِ اَلَحُزْنِ
اَلَتِيْ تُطَوِقُ قَوْقَعَتِيْ ..!
لِتَسْأَلْ اَلْرِيْحَ اَلَتِيْ
طَوَتْ بِزَمْهَرِيْرِ اَلَوِحْدَةِ أَشْرِعَتِي..
وَ تَرَكَتْنِي أَتَكَسَرُ وَ تَرْتَعِشُ
أَجْنِحَةُ كِبْرِيَاْئِيْ لِتَهْوِي بِأَقْنِعَتِي ..
يَاْ ظِلِّيْ أَنَاْ طَيْرٌ خَرَجَ لِيَطِيْرَ
وَحِيْدَاً دُوْنَ أَسْرَاْبِ اَلْطُيُوْر ..
أَنَاْ بَقَاْيَا نَدَى تَقَيَئَهُ اَلْصَبَاْحُ
وَ تَرَكَهُ يَتَبَخَرُ عَلَىْ كَفِ اَلْزَهُوْر..
أَنَاْ سَمَاْءٌ اِنْتَزَعُوْا مِنِيْ اَلْشَمْسَ
وَ اِنْتَشَلُوْا مِنْهَاْ اَلْنُوْر ..
أَنَاْ بِاِخْتِصَاْر: رَجُلٌ مِنْ أَزْمِنَةِ اَلَدَيْجُوْر..
أَعْلَمُ أَنَّكَ لَنْ تُطِيْق اَلَعَيْشَ مَعِي ..







سَأَنْزِفُنِيْ يَاْ ظِلِّيْ مِنْ غُيُوْمِكَ اَلَمُتَكَوِمَةِ حَوْلَ جُفُوْنِيْ ..

وَسَنَمْضِي لِنَرَىْ اِنْعِكَاْسَاْتِ اَلْضَوْءِ عَلَىْ أَرْصِفَةِ جُنُوْنِي ..
وَسَنَرْقِب اَلَخَرِيْفَ لِنَحْتَضِن جَسَدَهُ اَلَذِيْ ثَرَّدَ ِأَوْرَاْقه ..
فَاَلْشِتَاْءِ بِتَلَاْبِيْبِهِ اَلَبَيْضَاْءِ لَاْ يَخْشَىْ إِشْهَاْرَ فُرَاْقه ..
وَ اَلْرَبِيْع يَتَأَهَبُ لِأَنْ يُفَصِلَ فُسْتَاْنَاً أَخْضَر يَلِيْقُ بِأَشْوَاْقه..
وَ أَنَاْ اَلْصَيْفُ اَلَذِيْ لَمْ يَجِدْ لَهُ وَقْتَاً يَحْتَفِي بِهِ
بَيْنَ اَلَفُصُوْل فَمَنْ سَيِجِدُ لِيْ فَصْلَاً أَحْتَفِي بِهِ يَاْ ظِلِّيْ ؟





يَاْ ظِلِّيْ لَمْ يَتَبَقَّىْ مِنْ حَضَاْرَاْتِيْ سِوَاْك..

كُنْ لِيْ مَآبًا أَلُوْذُ إِلَيْهِ وَ اِجْعَلْنِيْ مَنْفَاك..
فَاَلَأَصْدِقَاْء تَآَزْرُوا عَلَىْ ثَقْبِ حَوَاْئِطِ اَلْزَمَن..
وَ اِخْتَاْرُوْا أَنْ يَكُوْنُوْا لِخِيَاْنَةِ اَلَمَوَاْثِيِقِ دُسْتُوْرًا وَ وَطَن ..
فَكُنْ صَدِيْقِي ..
وَ اَخْمِدْ حَرِيْقِي ..
وَ عَبِّدْ بِاَلْنُوْرِ طَرِيْقِي ..
وَبَلَّلْ بِزُلَاْلِكَ رِيْقِي ..
فَقَدْ خَدَشَتْهُ اَلَأَشْوَاْك ..
وَ دَعْنَا نَمْضِي وَ دُّلَنِي عَلَىْ أَرْضِي..







لَاْ تَسْأَلِيْ يَاْ سَمَاْئِي لِمَاْ أُرَاْفِقُ ظِلِّي ..!؟

فَمُرَاْفَقَة اَلَأَشْيَاْءِ أَحَبُ إِلَيَّ مِنْ مُرَاْفَقَة نَاْزِعِي اَلَأَشْلَاْء ..




الكاتب

سهيل العلي