هل أوفى الذكاء الاصطناعي بوعوده؟.. الأرقام لا تكذب
أثار تقرير أرباح شركة نفيديا الأمريكية تساؤلات مهمة لكل من الأسواق والاقتصاد تتعلق بما إذا كان الذكاء الاصطناعي أفضل أم أسوء للمستقبل.
فمن المتوقع أن يصبح الذكاء الاصطناعي عاملاً في حياة الجميع تقريبًا، سواء كان الأمر يتعلق بالتسوق والسيارات ذاتية القيادة أو مجموعة واسعة من استخدامات الروبوتات للرعاية الصحية والألعاب والتمويل، وفقا لتقرير صادر عن "سي إن بي سي".
أرباح "نفيديا"
وساعدت أرباح نفيديا الضخمة في الربع الأول من العام على تحديد هذه الظاهرة مع اقتراب الشركة من مجموعة عمالقة التكنولوجيا الذين لديهم تقييمات سوقية تبلغ تريليون دولار ومكانة ريادية واضحة في كل من وول ستريت وفي وادي السيليكون.
ويوضح ستيف بليتز ، كبير الاقتصاديين في تي إس لومبارد أن الذكاء الاصطناعي حقيقي وليس بدعة والعالم مازال في بداياته فقط".
ويشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر علي تغيير مسار الاقتصاد خلال السنوات الثلاث إلى الست القادمة وبأساليب مثيرة للغاية ".
وتوقع بليتز حدوث العديد من التغييرات تشمل انخفاض الطلب على العمالة حيث يمكن عمل الترميز والكتابة الإبداعية بواسطة الروبوت بدلاً من الأشخاص ومجموعة من الأنشطة الأخرى التي تتجاوز ما يبدو واضحًا الآن.
توافر الإمكانيات
وساعد تطوير التقنيات المستخدمة في تطبيق شات جي بي تي من جانب شركة أوبن ايه ال والتي يعتمد علي روبوت الدردشة الذي يتحدث مع المستخدم، في توفير الإمكانات لتحقيق طفرة في مجال الذكاء الاصطناعي .
وقال بليتز إنه "من الصعب المبالغة في قيمة أو تأثير الذكاء الاصطناعي لكن من المتوقع أن يدور العقد القادم حول التطبيق الأوسع لتلك التكنولوجيا بما يتجاوز المتاحة حتى الآن، متجاوزا تأثير أجهزة الكمبيوتر والهواتف وبالتالي تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لها اتجاه إيجابي هائل".
ويوضح بيتر بوكفار ، كبير مسؤولي الاستثمار في مجموعة بليكلي الاستشارية أن التداعيات غير المباشرة والفوائد التي يحققها الاقتصاد من الذكاء الاصطناعي هي عملية متعددة السنوات والعقود".
لكن في حين يبدو أن الشركات ستستفيد من جوانب توفير التكاليف في الذكاء الاصطناعي مثل القدرة على تقليل نفقات التوظيف، إلا أن ذلك قد يحدث ثغرات في الاقتصاد.
ويوضح بوكفار أن هناك بعض الثغرات الخطيرة في الاقتصاد التي لا يمكن تجاهلها". "إذا هدأ جنون الذكاء الاصطناعي من المتوقع يرى الناس أن اتجاهات الأعمال الأساسية لشركات مايكروسوفت وغوغل وأمازون تتباطأ بشكل واضح .
لكن الذكاء الاصطناعي لم يكن مربحا للجميع أيضًا، فقد بحثت "داتا تريك ريسرش" في 9 شركات كبيرة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي دخلت السوق من خلال العروض العامة الأولية على مدى السنوات الثلاث الماضية ووجدت أن تقييمها الجماعي انخفض بنسبة 74ظھ عن مستوياتها الأولى.
وتتضمن المجموعة "يو اى باث" و"باجايا تكنولوجيز" و"أكس ساينشيا"، وارتفعت أسهمهم في عام 2023، بزيادة 41ظھ في المتوسط، لكن شركات التكنولوجيا السبع الكبرى، وهي مجموعة تضم نفيديا ، قفزت بمعدل 58ظھ.
ووفقا لنيكولاس كولاس، الخبير فى داتا تريك، فإنه "حتى الآن ، استفادت الشركات الكبرى بشكل أكثر من الضجة حول الذكاء الاصطناعي".
وأضاف "نعتقد أن هذا الاتجاه سيستمر وقد ينتهي الأمر بالذكاء الاصطناعي العام إلى جعل شركات التكنولوجيا الكبيرة في الولايات المتحدة أكبر وأكثر أهمية".